28.5c درجة الحرارة في بيروت
أهم الأخبار:
image

د. عدنان منصور | قامة وطنية كبيرة تغيب عن لبنان…/ جريدة الأيام الإلكترونية

د. عدنان منصور | قامة وطنية كبيرة تغيب عن لبنان…/ جريدة الأيام الإلكترونية د.عدنان منصور*:
رحل صاحب المبدأ الشجاع الذي لم يلن ولم يستكن، لم يساوم ولم يتراجع عن مواقفه الثابتة، التي لم تعرف يوماً طريق الوصوليين والانتهازيين، وتجار المواقف المتقلبة.
بهدوء رحل زاهر الخطيب،ا لثائر، والسياسي، والوزير، والنائب، الذي كرّس حياته للدفاع سيادة وطنه، وحقوق شعبه، وقضايا أمته بشرف وكرامة. أمين عام رابطة الشغيلة، كان ضمير المواطنين الكادحين المسحوقين ونبضهم داخل المجلس النيابي، لم يخذلهم يوماً، ولم يتخلّ عنهم وهو يتصدّى لسياسات الفساد والاستغلال، والاحتكارات، والنظام الطائفي البغيض. رحل نصير فلسطين، ونصير المقاومة في لبنان ضدّ “دولة الاحتلال الإسرائيلي”.
زاهر الخطيب جسّد في داخله مفهوم الوطنية الحقيقية بأدائه وسلوكه الرفيع، ثابتاً على مواقفه المبدئية ونزاهته المتميّزة، ونظافة كفه، في وقت تلوّثت فيه أياد كثيرة بالصفقات والمال الحرام.
زاهر الخطيب، كان الصوت المدوّي داخل وخارج المجلس النيابي في وجه طبقة الفاسدين والمفسدين، والطائفيين، الذين عبثوا بمستقبل وسيادة لبنان، ووحدة شعبه ونسيجه الوطني. كان واحداً من اثنين في المجلس النيابي متصدّياً ورافضا لاتفاق 17 أيار ومقاوماً له بشراسة جملة وتفصيلاً وصولاً الى يوم إسقاطه.
زاهر الخطيب، ستبقى صفحة بيضاء في تاريخ الحياة السياسية والبرلمانية اللبنانية. لم لا، وأنت الوطني دون منازع، والنزيه دون تشكيك، وصاحب الكف النظيف الذي لا تشوبه شائبة، الذي يغار منه، ويحسدك عليه الفاسدون وتجار السياسة والمواقف المتذبذبة في لبنان.
زاهر الخطيب، أيها الأخ والصديق الغالي، الراحل عنا، ستظلّ نموذجاً للشرفاء الأحرار، يردّدون اسمك وسيرتك العطرة، وكفك النظيف في كلّ مرة يأتون فيها على ذكر سيرة سياسيي لبنان، وزعمائهم، ونوابهم، ووزرائهم! نم قرير العين، فذكراك لن تغيب عن نفوس الأحرار الذين عرفوا فيك صفات الإنسان الشريف الشجاع النزيه المدافع عن حقوق شعبه، وسيادة وطنه، وقضايا أمته…
وزير الخارجية والمغتربين الأسبق