28.5c درجة الحرارة في بيروت
أهم الأخبار:
image

أوروبا تستعدّ لشتاء صعب دون تدفئة… وإقفال صناعيّ

أوروبا تستعدّ لشتاء صعب دون تدفئة… وإقفال صناعيّ المأزق المزدوج للغرب، بجناحيه الأميركي والأوروبي، بين الاستعصاء في الملف النووي الإيراني وفشل محاولات التهويل على إيران لفرض تنازلات عليها، أو استدراجها بالإغراءات لتغيير ثوابتها، خصوصاً موقفها من خيار المقاومة ومستقبل كيان الاحتلال، من جهة، والاستعصاء المتنامي في رسم مستقبل قاتم للمواجهة مع روسيا، سواء من بوابة مسار الحرب العسكرية في أوكرانيا، أو من بوابة أزمات الطاقة التي تنتظر أوروبا، ظهرته المواقف والتحركات التي شهدها العالم والمنطقة، فعلى مسرح الحرب في أوكرانيا، تراجعت اللهجة الأميركية عن الثقة بهزيمة روسيا، وبدأت لغة الحديث عن تشجيع التسوية، كما ورد في كلام وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، بينما أوروبا منشغلة بأزمتها المقبلة مع الشتاء الصعب كما وصفته نتائج قمة بروكسيل الاقتصادية، حيث قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بعد اجتماع لرؤساء دول وحكومات الاتحاد في قمة في بروكسل “لقد راجعنا كل خطط الطوارئ الوطنية لضمان استعداد الجميع لاضطرابات جديدة ونعمل على خطة طوارئ لتقليل الطلب على الطاقة مع القطاع والدول الأعضاء السبع والعشرين”، بينما قال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو “سنواجه أوقاتاً مضطربة للغاية، وربما يكون هذا الشتاء صعباً للغاية”، على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والإضرابات في إمدادات الطاقة من روسيا. وتحدث الخبراء الذين تناوبوا على الكلام عن أزمة تدفئة تدق أبواب الشتاء الأوروبي المقبل، وعن إغلاق قطاعات صناعية كثيرة بفعل تبدل أسعار الطاقة، وخطر انقطاعها.
على المسار النووي الإيراني، تبدو الزيارة المفاجئة لمفوض الشؤون الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل الى طهران، قبيل زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة في الشهر المقبل، محاولة للتخفيف من الوقع العدائي لزيارة بايدن على إيران، في ظل ارتباط زيارة بايدن بشعارات تعبوية تتركز على توجيه التهديدات لإيران، لكنها وفقاً لمتابعي الملف النووي لا يمكن النظر إليها مع تراجع مفاوضات فيينا، بمعزل عن فرضية ما يحمله بوريل أبعد من حملة العلاقات العامة. فالمصادر ترجح أن بوريل يحمل مقترحات منسقة مع واشنطن تترجم الكلام المتتابع للمسؤولين الأميركيين عن الاستعداد للعودة المتزامنة الى الاتفاق، وعن الخشية من بلوغ إيران مرحلة عتبة إنتاج السلاح النووي، واعتبار الاتفاق الطريقة الأمثل لضمان عدم امتلاك إيران لسلاح نووي.
جريدة البناء