28.5c درجة الحرارة في بيروت
أهم الأخبار:
image

عبد الغني طليس / عمامة اليتامى (إلى الراحل الشيخ عبد الأمير قبلان)

عبد الغني طليس / عمامة اليتامى (إلى الراحل الشيخ عبد الأمير قبلان) أيها الشيخُ ما وصَفْتُكَ جاري/ بالمُغالاةِ أو .. بِلَهْوِ قرارِ
بل لأني من الطفولةِ أرْنو/ كيفَ قُرُبُ البيوتِ ..فَتْحُ حِوارِ…
أيُّها الشيخُ يومَ كنتُ صغيراً/ كنتُ عندَ الصلاةِ خلفكَ دارِ :
أنّ كلَّ ابتسامةٍ منكَ تعني/ كم تُهَنّا مساجدٌ بالصّغارِ ..
ويمرُّ الزمانُ في الناسِ خَطْفاً/ ومرورُ الزمانِ مِثْلُ الدُّوارِ
وإذا أنتَ في مسيرةِ موسى/ قمَرٌ حَطّ في صميمِ المدارِ
وإذا رحلةُ النُّهوضِ إشْرَأَبّتْ/ أنْفُساً مِنْ رَجَاً ومِنْ طَبعِ نارِ
يا بلادي أتَتْكِ ثورةُ أهلي/ تطلِبُ الشمسَ من عيونِ النهارِ ..
أيُّها الشيخُ كان بيتُكَ ملْجَأ/ لليتامى .. كأيِّ ضوءِ مَزَارِ
بابُكَ الرّحبُ لم يُغَلَّقْ بيومٍ/ في وجوهِ الأخصامِ والأنصارِ
كنتَ مثلَ الأخِ الكبيرِ ولَمْ..لَمْ/ تنقَلِبْ حينَ صرتَ بينَ الكِبارِ
قُلتَ إنّي لكلّ حقٍّ شهيدٌ/ صادحُ الصوتِ مَلْحميُّ الخِيارِ
لستُ أرضى بالظُّلْم أنّى تَخَفّى/ فأنا النّاسُ..عُزوتي وثِماري
وأنا للجميعِ مهبِطُ وَحْيٍ/ يعجنُ الخيرَ ينحَني للبِذارِ
أيُّها الشيخُ يا أنيساً لطيفاً/ بالفُكاهاتِ..من ذكاءِ ابْتِكارِ
ومعِ الجِدِّ كنتَ سَيفاً بهيّاً/ يتماهى معْ جَدِّنا «ذو الفَقارِ»
كم عَرفنا من الرجالِ جنوداً/ عزُّهُمْ يغتَني بإكليلِ غارِ
إنما أنتَ قد تواضَعتَ حتى/ عشتَ عُمراً..كلؤلؤٍ في مَحارِ ...
* * *
يا حبيبَ القلوبِ، دُمتَ حبيباً/ حُبَّ أهلٍ .. يَعْصى على الإنهيارِ
أنتَ بين الهُداةِ كنزُ وفاءٍ/ لإمامٍ…جارتْ عليهِ الضّواري
وستبقى هناكَ تسألُ شوقاً/ عنهُ عرشَ السماءِ والأبرارِ
غيّبوهُ.. فصارَ يَسكُنَ دَهراً/ واعْتَلَوا ..عارَ أُمّةٍ فوقَ عارِ !
* * *
نَمْ قريراً يا أيُّها الشيخُ واعلَمْ/ لن يعوفَ الديارَ،أهلُ الدّيارِ
ستظلُّ الراياتُ في القلبِ إنّا/ لا نعيشُ الحياةَ بالمُستَعارِ
فسَلامٌ عليكَ حيّاً مَيتاً/ وعلينا السلامُ.. في الأنتظارِ
هذه الأرضُ لُعبةٌ مِنْ غموضٍ/ ينتهي كلُّ مجدِها بانكسَارِ
وإذا النّفسُ قد أحَسّتْ فراراً/ سيُجيبُ الزمانُ: ما مِنْ فَرارِ.
*عبد الغني طليس. شاعر لبناني. وإعلامي وكاتب معروف.
المصدر :جريدة الجمهورية