28.5c درجة الحرارة في بيروت
أهم الأخبار:
image

محمد توفيق أبو علي في ذكرى رحيل السيد محمد حسين فضل الله: هذي فلسطين في الأقصى تحدثكم/عن هاشمي ثريدَ الروح قد بذلا

محمد توفيق أبو علي في ذكرى رحيل السيد محمد حسين فضل الله: هذي فلسطين في الأقصى تحدثكم/عن هاشمي ثريدَ الروح قد بذلا إلى السيّد محمد حسين فضل الله (في ذكرى رحيله):
كتَبَ محمد توفيق أبو علي :
هبّوا ضرامًا، وهبّ القلب مرْتحلا
ياديمة الحزن، خلّي الجمر مشتعلا
لفقدهِ يا قناديل الهوى انطفئي
ويا تكايا اقفلي الوجد، اطرحي القُفُلا
فبعدهُ، أيّ وجْدٍ في معارجنا
سيضرم الحبّ في أرواحنا أملا
وبَعْدَهُ، أيّ وجدٍ في محاجرنا
سيرجع النور لِلطّرْف الذي سُمِلا
وبَعْدَهُ، حسرتي يا مسلمون على
ذئبٍ يطارد في أوصالنا الحَمَلا!
نبْضُ القناديل في بهماءَ مظلمةٍ
هو الضياءُ مدًى ما شَحَّ أو خَذَلا
والشِّعر بين يديه الرّيحُ مِحْبَرةٌ
والطِّرْسُ نفْسٌ جَموحٌ تأنَف العَقَلا
ترمي لجامًا لِطينٍ كان يكْبحها
تسعى إلى صبواتٍ لِلْعلا رَمَلا
أوابِدُ الشِّعر لبّتْ وهْي طائعةٌ
عصيّةٌ أذعنتْ حتّى غدتْ ذُلُلا
من رائقٍ عبقرُ الإبداع يَرْفدها
بِرُقْيةٍ من بيانٍ تُبرئ العِللا
تُدثِّرُ الحُسنَ في أفياء دوحتهِ
بأخضرِ المزْنِ يهمي...ينسُج الحُلَلا
فازّيّنتْ أحرفٌ في خِدْرِها، وزهتْ
زهْوَ الشهيدِ على الأكتافِ قدْ حُمِلا
عرائسُ الشِّعر في الأظعانِ باكيةٌ
تنوي الرحيلَ، وظَعْنُ الشَّوْقِ ما رَحَلا
تغالبُ الجمْرَ في الأحداق يسألها
من ذا يكون لنا، مِنْ بَعْدهِ بَدَلا؟
هذي فلسطينُ في الأقصى تحدّثكمْ
عن هاشميٍّ ثريدَ الروح قد بَذَلا
لَمْ تُغْوِهِ فتنةٌ غيداءُ سافرةٌ
كابنِ اللَّبُونِ تلا الإسراءَ وامْتَثَلا
وكلّما نظرت غيداءُ ترْمُقُهُ
حُسْنًا، تلا وتلا القرآن... ثمّ تلا!
سَلُوا القرابين كم روّى مناهلها
حُبًّا ببوصلةٍ لا تعرف الخَتَلا
القدس قِبلتها، والشوق هودجُها
على جبين المطايا يرسم القُبَلا!
مَبَرّةٌ عُمْرُهُ أو ساحةٌ كشفتْ
عن اللثام عطاءً ينبذ المَللا
كأنّما الماء في رِيٍّ يشابهه
يسقي ...ولا شكرَ، لا منٌّ ولا سؤُلا
تكيّةٌ رِفْدُهُ، والوِردُ أرغفةٌ
من بيدرٍ قمحهُ لا يعرف المِللا
بل يعرف اللهَ في مجْلى سكينتِه
حُبًّا وحبًّا به الإيمان قد كمُلا
موؤودة أنتَ، كلّ القوم وائدها
يا ظلم من جهلوا، أمسى بنا مَثَلا
ظُلِمْتَ فينا، وعفوٌ منكَ مؤتَمَلٌ
يوم التغابُنِ يمحو وِزْرَنا الجَلَلا
معلّمي :أجدبتْ واحاتُنا، فهمى
غمامُ وجهِكَ فوق المشتهى ظُلَلا
لولا هطولُك في الأرواح تنعشها
لكان رملُ الصحارى غيثَنا الهَطِلا
الجسرُ أنتَ، وكلّ القوم قد عَبَروا
ودونكَ الرّهْطُ أفرادًا وما اشتملا
عليكَ منّي سلام الجرح أوجعني
إنْ ما شدا صادحٌ في الأيْك أو هَدَلا
عليك منّي سلامٌ ليس يَعْدِلُهُ
بين المحبّين حبٌّ جارَ أو عَدَلا!
الدكتور محمد توفيق أبو علي - عميد كلية الآداب في الجامعة اللبنانية السابق.
المصدر :الدكتور محمد توفيق أبو علي
جريدة الأيام الإلكترونية - الصفحة الثقافية