28.5c درجة الحرارة في بيروت
أهم الأخبار:
image

هل سلمان رشدي مقاتل في معركة أم رجل رأي مخالف؟ / محمد علي شمس الدين

هل سلمان رشدي مقاتل في معركة أم رجل رأي مخالف؟ / محمد علي شمس الدين يتم الخلط في قضية سلمان رشدي بين مسألتين : مسألة حرية الاعتقاد ومسألة القتال ومشروعية القتل في القتال..
اولا تبعا للكتاب (القرآن) وما صح من السنة وهما ركنا " الفتيا" في الاسلام. فإن حرية الاعتقاد مطلقة..." لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" ...". فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"... وهو امر شديد الوضوح في حرية المعتقد المطلقة وبلا استثناء حتى في ما يتعلق بالله ووجوده او بالرسول والاسلام. وهذه الحرية المطلقة في الاعتقاد هي ثمرة تاريخ البشرية المكرسة في مواثيق الأمم المتحدة.. بناء عليه ومن هذه الناحية. لا أحد له الحق في اكراه سلمان رشدي على اعتقاد ما يعتقد باعتبار ان ثورة الإمام الخميني كانت بعثا للاسلام ضد القوى المحلية (الشاه والسافاك) والعالمية. من اميركا والغرب وامتداداتهما في الكيان المحتل والعالم العربي.
ثانيا هناك في الإسلام أحكام للحرب التي هي دفاعية. وهي أحكام فيها من الرقي ما يمنع من قتل الأسير والمراة والطفل ويمنع حتى من اقتلاع شجرة. لكن هذه الحرب الدفاعية تحض على قتل العدو بل تعتبر هذا القتل واجبا ". اقتلوهم حيث ثقفتموهم".... "واعدوا لهم ما استطعتم من قوة. ترهبون به عدوالله وعدوكم" ... وهو امر يقف في مقابل فلسفة المسيحية الماخوذة من الإنجيل " من ضربك على خدك الأيمن فادر له الأيسر"
ثالثا : هل سلمان رشدي في "آيات شيطانية" مقاتل في معركة بين الاسلام المنبعث بثورة عنيفة وقاسية لها ترجيعات محلية وكونية. وتشترك فيها جميع القوى العسكرية والاستخباراتية والثقافية كقوة ناعمة وخطيرة أم هو في هذا الظرف التاريخي الموصوف (العام 1988) كان صاحب راي وعقيدة يجب أن تصان مهما كانت؟
فتيا الإمام الخميني تبعا لنصها اعتبرته مقاتلا ضد الاسلام وليس مجرد صاحب راي مخالف وانتدبت لقتله الجماعة الاسلامية بكاملها بلا تحديد جهاز او فرقة او شخص. بعينه ومازالت هذه الفتيا تعمل عملها حتى الأمس على الارجح
ثالثا مرت عصور في التاريخ الاسلامي من ايام الرسول الاعظم الى يومنا متنوعة تعرض فيها الرسول والقرآن للتشويه والشيطنة وتم اتهامه بالجنون وبالصرع و بالشيطنة ( يذكر يوحنا الدمشقي ايام يزيد بن معاوية) كما يذكر في القرون الوسطى اوصاف دانتي صاحب الكوميديا الإلهية لمحمد (ص) وانه في قاع الجحيم... ويذكر اصداء الحروب الصليبية في رسم صورة مشوهة للرسول والاسلام في الغرب. وصولا لايامنا وما حصل في رسوم الكاريكاتور في مجلة " شارلي ايبدو" الهزلية الفرنسية. وهناك كتب عديدة وافكار كثيرة في التاريخ تهاجم الرسول والاسلام ما العمل؟
لاحظت رايا للسيد محمد حسين فضل الله يرى ان من الاسلم ان يرد على الرأي بالرأي المضاد. ويستطرد ان من الحكمة اهمال واسقاط الافكار والكتب المشوهة للاسلام. لانها سرعان ماتنسى ولا تبقى في دائرة الضوء الساطع والاستثمار الاعلامي والمخابراتي والثقافي كما هي حال سليمان رشدي ربما نحن بحاجة للعودة للسؤال : هل سلمان رشدي مقاتل في معركة ام رجل راي مخالف؟
د. محمد علي شمس الدين.
* الآراء الواردة في المقال ملك لكاتبها
جريدة الأيام الإلكترونية. الصفحة الثقافية