28.5c درجة الحرارة في بيروت
أهم الأخبار:
image

النزوح تهديد وجودي .. لا مهلة جديدة ل "فتح" بعد الفشل بتحقيق إنجاز في المخيم / جريدة الأيام الإلكترونية

النزوح تهديد وجودي .. لا مهلة جديدة ل "فتح" بعد الفشل بتحقيق إنجاز في المخيم / جريدة الأيام الإلكترونية كتبت صحيفة "الأخبار":
الخطر الوجودي
عبارة «الخطر الوجودي» التي تقاطع عندها قادة الأجهزة الأمنية في اللقاء التشاوري الذي انعقد أمس في مكتب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بحضور وزاري، تلخّص المخاوف التي تثيرها تطورات النزوح السوري، في ظل الموجة الجديدة من النازحين التي تتدفّق على لبنان منذ أكثر من شهرين عبر المنافذ البرية والمعابر غير الشرعية. وكان مقرّراً أن تُعقد جلسة للحكومة صباح أمس يحضرها قادة الأجهزة الأمنية للبحث في ملف النزوح، غير أن النصاب لم يكتمل مع تغيّب الوزراء أمين سلام ووليد نصار وناصر ياسين وعباس الحاج حسن وهكتور حجار، فاستُعيض عن الجلسة بلقاء تشاوري ضمّ 14 وزيراً والقادة الأمنيين.
وقد قدّم كلّ من قادة الأجهزة المعطيات المتوافرة لديه، مع التأكيد على أن «التعامل مع النزوح يجب أن يكون مختلفاً هذه المرة»، ولا تحتمل موجة النزوح الجديدة التعاطي معها من باب النكايات السياسية. ورغم ربط موجة النزوح الجديدة بالحصار الاقتصادي الخانق على سوريا، وبالسعي إلى الحصول على مساعدات مالية وعينية من المنظّمات الأممية، وباستخدام لبنان خط عبور للهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، إلا أن المعطيات المتوافرة لدى الأجهزة الأمنية تؤكّد أن «العدد الأكبر من النازحين ينتمون إلى فئة عمرية شبابية، ويأتون فرادى من دون أسرهم، وينتشرون في مختلف المناطق»، مشيرة إلى «نشاط مكثّف لشبكات تهريب النازحين على الحدود، وبعضها يديرها نواب حاليون»!
وبحسب مصادر وزارية، شدّد قادة الأجهزة الأمنية على أن ملف النازحين لم يعد يحتمل ترف الانقسامات السياسية، ويتطلّب اتخاذ إجراءات استثنائية»، مذكّرين بأن الدولة «أساءت التعامل مع الملف مع بدء دخول النازحين عام 2011، ما أدّى إلى سوء تقدير لحجم تداعياته»، من بينها توقف عمليات تسجيل النازحين، والضغوط الداخلية والخارجية التي حالت دون تنفيذ بعض القرارات، ومنها قرار للمجلس الأعلى للدفاع عام 2019 بتوقيف أيّ نازح يدخل خلسة، إضافة إلى استخدام النازحين كقاعدة شعبية لدعم المعارضة ومحاولة استخدامهم في العملية الديمقراطية لإسقاط النظام السوري.
وقالت مصادر وزارية إن قائد الجيش العماد جوزف عون كشفَ أن «8000 سوري دخلوا إلى لبنان في الفترة الأخيرة، 95% منهم هم من الفئة العمرية الشبابية». ولفتت إلى أن عون «كان مستاء جداً»، وقال إن «التهريب عبر الحدود بات تهديداً وجودياً، ولم نعد قادرين على التحمّل. وقد نضطر إلى الاشتباك معهم، أو أن نقول للجيش: تحركشوا فيهم ليعتدوا عليكم، ليكون لدينا عذر بأن نقتل بالقانون، رغم قلة العديد»، فردّ وزير الثقافة محمد وسام المرتضى قائلاً: «لا تلتفت إلى القانون وافعل ما يجب فعله»، فيما قال الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية في مداخلة له: «إذا أردتم احترام نص القانون فيجب إعلان حالة الطوارئ في المناطق الحدودية واتخذوا التدابير التي ترغبون بها، لأنه حينها يمكن للجيش الانتشار والسيطرة على المعابر»، فردّ عون: «لديّ 3000 عسكري للطوارئ، وأنا بحاجة إلى 40 ألفاً لضبط الحدود». واقترح وزير التربية عباس الحلبي تنظيم حملة إعلامية حول مخاطر النزوح على لبنان وسوريا، «شرط عدم إعادة اللاجئين السياسيين، ومنع ردود الفعل العنصرية».
بدوره عرض المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري «خطة استراتيجية بمحاور متعدّدة، تتضمن معالجة على المستويات: السياسي والاقتصادي والإنساني والحوكمة»، شارحاً التدابير والإجراءات الواجب اتخاذها في حق النازحين لمنع تحوّلهم إلى تهديد. واعتبر أن «الملف لا يُمكن أن يحل إلا بالتنسيق بينَ مختلف الجهات المعنية في الداخل أولاً، ومع الدولة السورية ومن ثم المجتمع الدولي، إذ لا يكفي فقط أن يستمر لبنان بالبكاء لعدم قدرته على تحمّل تداعيات النزوح وحده».
مخيم عين الحلوة
في ملفٍ مشتعلٍ آخر، أشارت صحيفة "الأخبار" إلى أن "بعد إخفاق مساعي الجيش ولجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني وحركة أمل والنائب أسامة سعد لتثبيت وقف إطلاق النار، بدا أن المصير نفسه ينتظر محاولة الأمن العام، قبل أن يصل إلى بيروت، أمس، "المشرف على الساحة اللبنانية" في "فتح" عزام الأحمد لمتابعة أحداث المخيم الفلسطيني الأكبر في لبنان.
وعلمت "الأخبار" أن "الأحمد الذي سيلتقي رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي وقيادات في الجيش والأمن العام لعرض وجهة نظر رام الله حول معركة الحركة ضد "الإسلاميين" في عين الحلوة. ووفق مصدر فلسطيني، "يحمل الأحمد رسالة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تنصّ على أن فتح لن تترك المخيمات ليعبث بها التكفيريون، وهي مستمرة في معركتها لاجتثاث الإرهاب التزاماً بواجبها تجاه أبناء الشعب الفلسطيني". كما تتضمّن رسالة أبو مازن تحذيراً من أن "الضغوط المستمرة من قبل الدولة على فتح لوقف القتال، قد تدفع الحركة إلى ترك المخيمات نهائياً، ولتتحمل الدولة اللبنانية وبقية الفصائل الفلسطينية مسؤولية تنامي الخلايا الإرهابية التي تهدد المخيمات وخارجها".
وأفادت الصحيفة بأن "قبل اجتماع الأمن العام، زار وفد من فتح قائد الجيش العماد جوزاف عون. وبحسب مصادر متابعة، جاءت الزيارة بطلب من الحركة "لتطويق ذيول استهداف مركز للجيش في جبل الحليب أول من أمس بعدما أظهرت الفيديوهات أن القذائف أُطلقت من أحد مراكز فتح". ونقلت المصادر عن عون قوله لكل من السفير الفلسطيني أشرف دبور وأمين سر «فتح» فتحي أبو العردات، بحضور مدير المخابرات العميد طوني قهوجي، بأن "الدولة لن تعطي فتح مهلة جديدة بعد فشلها في تحقيق إنجاز بوجه الإسلاميين وتمدد المعارك إلى كلّ أرجاء المخيم بدلاً من حصر المعركة في الطوارئ حيث معقل التكفيريين". وكان عون حاسماً بأن على فتح "الالتزام بوقف إطلاق النار بعدما وصلت شظايا القتال إلى خارج عين الحلوة.
وافيد عن ارتفاع حصيلة اشتباكات عين الحلوة الى بضع عشرات من القتلى و128 جريحًا و6 جرحى من الجيش اللبناني. وفيما افيد عن اصابة عز الدين ابو داوود (ضبايا) في الاشتباكات، وهو احد المطلوبين الأصوليين الثمانية المتهمين بجريمة اغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا أبو أشرف العرموشي واربعة من مرافقيه، تم نقل ضبايا إلى مستشفى الراعي مصابا بجروح خطيرة، وبالتزامن حضرت قوة من مخابرات الجيش الى المكان وأوقفت شقيقه. وتحدث مصدر أمني عن ان عدد الإصابات في صفوف الإسلاميين المتشددين وصل الى ٢٥ ما بين قتيل وجريح.
تحرير جريدة الأيام الإلكترونية
المصدر: الأخبار