مع عبد المجيد زراقط في النقد كل اثنين | تحقيق الهدف هو المعيار في اختيار المنهج/ جريدة الأيام الإلكترونية
في اختيار المنهج، تكثر الانتقادات، فمن قائل: ان المناهج الخارجية، كالتاريخي والنفسي والاجتماعي...، تبحث في ماهو خارج النص، وتعجز عن تبيُّن خصائصه الأدبية، وإن كانت تقدِّم شيئاً، فهي تقدِّم ما يفسِّر ظاهرة، أو خصيصة أدبية، وما يسهم في فهم النص الأدبي.
ويضيف هذا القائل: على الناقد أن يقبض على أدبية الأدب، وأن يقدم معرفة بهذه الأدبية، وهذا ما لا تقوم به إلا المناهج الدَّاخليَّة التي تبحث في بنية لغة النص، بوصفها كائناً مستقلاً.
و تُوجَّه لهذه المناهج الداخلية، اللغوية، التي تقول باستقلال النص عن مؤلِّفه، وعن أي عامل خارجي، انتقادات، منها أن هذا النقد يفضي إلى تهميش الأدب والأدباء، وعزل الأدب والنقد عن المجتمع والتاريخ، وجعلهما يفقدان وظائفهما الاجتماعية والسياسية...، وفي هذا خدمة للسلطة، بمختلف أنواعها . في رؤية موضوعية إلى هذه الانتقادات، يمكن القول: إن أيَّ منهج نقدي ينبغي أن يؤدِّي مهمة معينة، تتمثل في الإجابة عن السؤال الاَتي: ماذا أريد من دراستي لهذا النص أو ذاك؟ فإن أدَّاها بنجاح كان منهجاً جيداً، وان أخفق كان منهجاً غير ملائم، والخطأ يتمثل في اختياره، فالمنهج طريقة محدَّدة توصل إلى تحقيق هدف محدَّد، فمن يعرف ماذا يريد، ويعرف كيف يحقِّق ما يريده ، ويستخدم الاجراءات اللازمة والكافية لذلك ، هو الناقد الكفء.
هذا الكلام يعني القول بـ"التعدُّدية"، ويعني، أيضاً، أن تعدُّدية المناهج ينبغي أن تسود في النقد الأدبي، ونعني بالتعدُّدية أن لا نلغي منهجاً لصالح منهج اَخر، ولا أن نستخدم خليطاً من المناهج نسميه المنهج التكاملي، وإنما أن نختار المنهج الذي يمثل الطريقة التي توصلنا إلى تحقيق هدفنا من الدراسة النقدية، وأن نجيد استخدام هذا المنهج.
د. عبد المجيد زراقط. أكاديمي. ناقد أدبي. قاص وروائي
جريدة الأيام الإلكترونية. الصفحة الثقافية
- علامات:
- مجتمع