28.5c درجة الحرارة في بيروت
أهم الأخبار:
image

الأمارات - سوريا.. ما لم تقدّمه سوريا من تنازلات قبل الحرب، أو في ذروتها، لن تقدّمه وهي منتصرة

الأمارات - سوريا.. ما لم تقدّمه سوريا من تنازلات قبل الحرب، أو في ذروتها، لن تقدّمه وهي منتصرة كتب حسين الأمين في جريدة الأخبار اللبنانية تحت عنوان لا تنازلات سورية للإمارات :.. وأما عن الموقف السوري، و«الحفاوة» التي أبداها الرسميون في دمشق أمام ضيوفهم الإماراتيين خصوصاً، فضلاً عن تكثيف الجهود لتمتين العلاقات بين البلدين، فهو مبنيّ على عدّة نقاط، أبرزها:
ــــ السعي إلى توسيع شرعية النظام، وانتزاع اعتراف عربي ودولي بانتصاره في الحرب، وأهليّته للاستمرار، وخصوصاً أن سوريا تنظر إلى ما بعد الإمارات، أي إلى «الحضن العربي» الأوسع.
ــــ الحاجة الماسّة إلى الأموال والاستثمارات الأجنبية، لكسر الحصار وتنشيط الاقتصاد، والشروع بمرحلة إعادة الإعمار، مع إدراكٍ سوري أن الدول الخليجية تستطيع الحصول على استثناءات ــــ ولو محدودة ــــ من العقوبات الأميركية، كما حصل مع الأردن.
ــــ حقيقة أن لا قدرة لدى إيران على خوض معركة إعادة الإعمار. وكذلك، لا قدرة ولا رغبة لدى روسيا بتحمّل هذه المسؤولية، فيما الصين، الطرف الوحيد القادر على النهوض بهذا العبء، غير جاهزة لتحمّله. ولعلّ هذا ما دفع السوريين إلى البحث عن مصادر تمويل أخرى لإعادة الإعمار، وتغطية جزء أساسي من «الفاتورة».
استناداً إلى ما سبق، لا يمكن اعتبار ما يجري بين سوريا والإمارات تحالفاً سياسياً، كما أنه لا يشبه التحالف السوري ــــ الإيراني، ولا هو تشكيل لمحور جديد. بل هو نوع من التفاهم بناءً على مجموعة من المصالح المشتركة والحاجات المتبادلة، التي قد لا تفوق التناقضات، ولا سيما أن انتصار الدولة السورية وحلفائها على أعدائهم عسكرياً بات حقيقة واقعة، مع ما يعنيه ذلك من ضرورة معاملة النظام في سوريا كحقيقة باقية لسنوات مقبلة. وبالحديث عن «تنازلات» قدّمتها دمشق، فإن مصادر دبلوماسية سورية تؤكد أن «ما لم تقدّمه سوريا من تنازلات قبل الحرب، أو في ذروتها، لن تقدّمه في نهايتها وهي منتصرة». وتضيف: «العلاقة بين دمشق وطهران أمتن بكثير مما يعتقد البعض»، متسائلة: «هل العلاقات بين إيران والإمارات مقطوعة؟ وماذا عن التبادلات التجارية المرتفعة بينهما؟». من جهته، يعتقد مسؤول دبلوماسي إقليمي أنه «إذا كانت دمشق في وارد تقديم تنازلات ما، وخصوصاً في ما يخصّ العلاقة مع إيران، فهي بالتأكيد لن تقدّمها أمام دولة صغيرة محدودة التأثير كالإمارات»، وأنها، برأيه، «تستطيع تقديمها أمام الأميركيين مثلاً، وتحصل بذلك على مكاسب أكبر بكثير، ويصبح الانفتاح العربي متحقّقاً ضمناً بأمر أميركي».
حسين الأمين
المصدر : جريدة الأخبار