كنباية حَسَن. بقلم روني ألفا
كنباية وزير الصحة حمد حسن ذكّرتني بالطبليّة. ما أجمل بيوت الناس العاديين مثلنا. لديهم مقاعد بخسة الثمن تربّى عليها البنون والبنات. على وسائد مماثلة تسمَّرنا على تلفزيون لبنان يوم كان اللاقط على السطح يشبِهُ كنيسة الساحرة الشمطاء في الروايات المخيفة. عليها أكلنا وشَرِبنا وسمّعنا لأمّهاتنا قصائد إيليا أبو ماضي وقرأنا أجنحة جبران خليل جبران المتكسّرة. ربَّ تويتر أصدق من موسوعة. تكفي كلماتٌ قليلة للتهكم على كنبة لتكشف لك حجم التّلَف النفسي للعديد من أهلنا في لبنان. تركيبة نفسية تحكم على وزير من كنبة. مقعد لويس الرابع عَشَرَ في اللوڤر. لم يعد حتى لورثته الشرعيين. كراسي الأباطرة والملوك وجبابرة الكون استحالت رماداً. كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْلِسُ عَلَى الْأَرْضِ ، وَيَأْكُلُ عَلَى الْأَرْضِ ، وَيَعْتَقِلُ الشَّاةَ. وكان السيّد المسيح عليه السلام يجلس على الصخور للصلاة والتبشير. إحدى الصخور التي يُقال أنه بكى عليها موجوده في كنيسة الجسمانيه على جبل الزيتون فى فلسطين المحتلة.
لا بأس أن يكون عندنا في لبنان مواطِنون ومواطنات يأنفون من الكنبة البلدية ويفضّلون عليها كنبات الروش بوبوا. المشكلة ليست مشكلة ذوق. المشكلة تتعلّق بدرجة التسطيح التي وصل اليها البعض. أن نختزل شخصاً بكنبتِه هو أن نتمتّع بعقل فيه مكوّنات الكنبة نفسها. عقلٌ محشوٌّ بالإسفَنج ليسَ إلا.
كان بإمكان وزير الصحة أن يختار أي مكان آخر غير بيته حيث كنبته التي صار صيتها ذائعاً. الكراسي كلها بتصرفه من حيث هو. بمقدوره أن يستقبل التلفزيون من أي حديقة مصممة بريشة فنان إيطالي تماماً كما يفعل أولئك الذين وصلوا الى السياسة من باب الكذبة. اختار حمد حسن أن تكون الكنبة هذه بالتحديد مشهده الخلفي لأن لا خلفيات أخرى له.
أسجِّل إعجابي بكنبَة حَسن. بكل الذين تعاقبوا في الجلوس عليها ذاكراً على وجه التخصيص التلميذ الطبيب نجله. فتىً شجاع زاد على كرامة والده كرامة.
إحتفظ بكنبتِك معالي الوزير. على كنبات مماثلة تربّينا وربّينا جيلاً كريماً وعزيزاً.
روني الفا. ليبانون ديبايت.
- علامات:
- مجتمع