الحكومة اللبنانية ستتشكل ،وتنافس روسي فرنسي على إخراجها إلى الضوء/جريدة الأيام الإلكترونية
وفي السياق ذاته، كشفت اوساط مطلعة ان الرئيس الحريري لا يريد التأليف في الوقت الحالي على الرغم من ان الكرة اليوم اصبحت في ملعبه. وهنالك اقتراحات عديدة في موضوع المخارج المطروحة على مستوى وزارة الداخلية ووزارة العدل. والاسباب واضحة، وهي ان الحريري يخضع لضغوط في هذا المجال وفقا للاوساط المطلعة، ان على المستوى الشعبي الاحتجاجي وإن على مستوى تهديد رئيس حكومة تصريف الاعمال بالاعتكاف وإن على مستوى موقف رئيس الجمهورية وموقف النائب وليد جنبلاط. وتابعت ان الحريري وقبل ان يذهب في اتجاه التأليف، يستند الى رباعية دولية وهي باريس ـ القاهرة ـ ابو ظبي ـ موسكو، وهي حركة دولية تعمل على مساعدته في التوسط لدى الرياض لحصول الحريري على حد ادنى وحد وسطي وحد اقصى.
والحد الادنى يكمن، في حال تشكلت حكومة يرأسها الحريري، في ان لا يصدر اي رد فعل سلبي من المملكة العربية السعودية.
الحد الوسطي هو ان يتم استقبال الرئيس المكلف في الرياض دون ان يحصل على دعم من المملكة، ولكن في سياق حفظ ماء الوجه.
الحد الاقصى هو ان تدعم السعودية ماديا لبنان وحكومة الحريري، لانه معلوم ان المملكة العربية السعودية ستكون على الارجح الوحيدة التي تقدم المال للدولة اللبنانية، وفقا للاوساط المطلعة.
فهل ستتمكن هذه الرباعية الدولية من تحسين العلاقة بين الحريري وبين الرياض، وإن كان دعما سعوديا معنويا لا اكثر؟ وكل هذا التأخير من قبل الرئيس المكلف هو من اجل ان يضمن هذه الثلاثية، اي الحصول اما على حد ادنى من السعودية او على الحد الوسطي او الاقصى.
ذلك ان هذه الاوساط المطلعة تعتبر انه من السذاجة الاعتقاد ان تأخير ولادة الحكومة سببه الخلاف على حقيبتين وزاريتين، رغم اعتبارها ان قيام العهد برفع دعوى على اللواء عماد عثمان هو خطأ حرك هواجس الحريري وجعله يتمسك اكثر بوزارة الداخلية.
وفي هذا السياق، اكدت الاوساط المطلعة للديار ان هناك ضغطاً دولياً يدفع قدما باتجاه تأليف الحكومة، وخير دليل على ذلك تصريح وزير الخارجية الفرنسي والتحرك الاستثنائي الروسي في هذا المجال. ذلك ان هناك خشية حقيقية من الاسرة الدولية ان تتجه الامور في لبنان الى الفوضى والانهيار الكامل ويجب الاسراع في تأليف الحكومة.
تنافس فرنسي ـ روسي ضمني على لبنان
وفي ظل الجهود الدولية التي تتحرك لمساعدة لبنان، وتحديدا لتسهيل المجال امام الحريري، كشفت مصادر ديبلوماسية للديار عن وجود تنافس ضمني بين فرنسا وروسيا لجهة من سيكون قادرا على اخراج الحكومة الى الضوء، وهذا ما يفسر اللقاءات الروسية المكثفة في الاونة الاخيرة التي مفادها ان موسكو قادرة على تحقيق انجاز ما على الساحة اللبنانية في الملف الحكومي.
القوات اللبنانية: لن نقبل تشريع الفراغ
من جهتها، قالت مصادر في القوات اللبنانية حول دعوتها لرئيس الجمهورية بالاستقالة، انه نابع من منطلق مبدئي ان اي رئيس جمهورية في اي دولة ديموقراطية في العالم عليه ان يستقيل عندما يصل البلد الى ازمة كيانية وسياسية ومالية واقتصادية. وتابعت ان اي مسؤول لا يجب ان يبقى في منصبه في حال وصل بمسؤوليته الى ازمة مما يشهده لبنان، وعليه، لا نتمسك اطلاقا ببقاء رئيس الجمهورية في موقعه ولا خطوط حمراء في هذا المجال. وفي الوقت ذاته، شددت القوات على ضرورة اجراء انتخابات نيابية مبكرة لاعادة انتاج السلطة لان المسؤولية اليوم تقع على الفريق الحاكم قائلة: "يجب الا نفسح المجال امام الاكثرية النيابية الحالية ان تنتخب رئيسا للجمهورية". واعربت المصادر القواتية عن اسفها للحالة التي وصل اليها لبنان حيث ان الدولة في وسط الانهيار والفريق الحاكم عاجز عن اخراجه من ذلك.
وحول عدم المشاركة في جلسة مجلس النواب، اكدت المصادر في القوات اللبنانية انها توجه رسالة ضغط على الاكثرية الحاكمة بما ان هناك فراغاً حكومياً، وبالتالي يجب الا يلتئم المجلس النيابي إلا في حال جلسات تشريع الضرورة. واستطردت بالقول انه يجب ان تمارس كل المؤسسات الضغط وبشكل متكامل بهدف حث المسؤولين على تشكيل حكومة لان الحكم لا يستقيم في ظل فراغ حكومي، خاصة ان الفراغ في اي نظام سياسي هو جريمة. وعليه، اكدت القوات اللبنانية انه لا يمكنها ان تشرع الفراغ وتعمل كأن البلاد بألف خير والمؤسسات تعمل بفعالية، خاصة ان القوات اخذت عهداً على ذاتها بأن تكون صوت الناس في البرلمان. واشارت الى ان القوات باقية في المجلس النيابي ولن تستقيل وستظل تمارس حقها الديموقراطي.
المصدر :جريدة الديار
- علامات:
- مجتمع