28.5c درجة الحرارة في بيروت
أهم الأخبار:
image

الفرقة 16 و"عركة" قهوة صليبا

الفرقة 16 و"عركة" قهوة صليبا بقلم الأستاذ عبد الحميد سنو، جمعية تراث بيروت
بيروت 1966
كانت مهمة رجالها مطاردة" الزعران" والمخلين بالامن والبلد. يخاف منهم الجميع ويتفرقون عند وصولهم ولوكانوا الفاً من الناس. إنها الشرطة ذات القبعات الحمراء. انها "الفرقة 16" التي تأسست عقب ثورة الـ 58، والهلاك كل الهلاك لمن يقف حجرعثرة في طريقهم او يحاول منعهم من تأدية واجب ما اوكلوا به.
ذات يوم حصلت مشادة في مقهى صليبا بمنطقة المزرعة بسبب القمار، فقام الخسران للمعاش الذي يعيل به أهله حتى اخر الشهر، بشهر المسدس الذي بحوزته، وصار يلعن ويسب واطلق عدة اعيرة نارية في الهواء تخويفا ، فعالجه اسكندر بضربة كرسي وقفز من الشباك المطل على خط الترين ، اما الخسران فلجأ الى الخمارة ظنا منه ان اسكندر متوارى فيها واراد النيل منه مهما كلفه الامر ، وبعد فترة وجيزة ، حضر بعض ذوي الخسران وهددوا وتوعدوا، وكانوا من جماعة البسطة. فهبوا هبة رجل واحد لنصرة ابن حيهم وزحفوا نحو الخمارة جحافل تلو الجحافل، حاملين معهم عصي غلاظ وكاننا في عصر داحس والغبراء.
ثارت ثائرة السكارى والمخمورين فخرجوا لهم بالكراسي والعصي كالمجانين وكل ما وجدوه في طريقهم في الحانة من اباريق فخار وخلافه وحدث التراشق ببطحات العرق والاقداح وبدأت الحرب الضروس. "ابو اميل" يناول ع .ق القناني الفارغة وع.ق يقذفها باتجاه المعركة كالمنجنيق ثم امتدت المعركة لتصل الى العراك بالايدي والالسنة وسط صريخ النسوان وعويل الاولاد من على الشرفات .اما جبران فتدحرج على الارض مثل كرة القدم وسط الخلق الكثير ولم يعثروا عليه الا في زاوية الخمارة. اما الياس لاوند ما سمعنا له صوتا منذ احتدام المعركة فقد توارى في الحمام وهو عصبي وطويل استطاع ان ينال منهم وينالوا منه ، وبدران البلّاط له كف مثل حجم البلاطة اذا صفع احدهم صفعة "رنت" في راس بيروت.
وعندما وصل اصحاب القبعات الحمراء صار المتعاركون كالدجاج الفار من الذئب، فالقوا القبض على القمرجي . وعاد الهدوء الى منطقة المزرعة.
ولولا تدخل فرقة الـ 16 في الوقت المناسب لذهبوا جميعاً إلى المستشفيات أو المقابر.
المصدر :جمعية تراث بيروت