الصين وروسيا تدفنان مجموعة العشرين.. والمجموعة تعترف بإختلاف وجهات النظر حول أزمة أوكرانيا/ جريدة الأيام الإلكترونية
وتناقش المجموعة مختلف القضايا مثل التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري وإعادة هيكلة الديون، وأهم القضايا الخلافية الأزمة في أوكرانيا ما صعّب إصدار إعلان ختامي.
بالنسبة للصين، هناك مجموعتان من الأسباب التي تدفعها إلى اتخاذ مثل هذه الخطوة:
الأولى تتعلق بالإحتكاك مع الهند، بدءاً من معارضة الهند لتوسع مجموعة "بريكس" في الإتجاه الذي تحتاجه الصين، وانتهاء بسلسلة من التحركات الهندية الصغيرة غير الودية أو المثيرة لجدل بالنسبة للصين في الآونة الأخيرة.
المجموعة الثانية من الأسباب تتعلق بالتنافس مع واشنطن، التي تهيمن بمساعدة حلفائها على مجموعة العشرين، والتي من المرجح أن تستخدم هذه المنصة لتشكيل أجندة مناهضة للصين.
تشارك موسكو في هذه المجموعة الثانية من الأسباب وإلى حد أكبر بكثير، لأن نصف أعضاء مجموعة العشرين بالضبط هم مناهضون بشدة لروسيا، ومن جانبهم سوف يعيقون المشاركة الروسية الكاملة في القمم المستقبلية. ومن النصف المتبقي، يعتمد جزء كبير من هذه الدول إلى حد ما على الولايات المتحدة أو هم حلفاء لواشنطن. ونظراً لهذا العامل فلا يمكن لموسكو على المدى البعيد أن تكون مهتمة بنجاح مجموعة العشرين.
فبين الغرب وروسيا لا توجد أجندة تعاون، بل هناك فقط صراع شرس على نحو متزايد بغرض التدمير، بالتالي فإن التعايش المثمر في إطار منظمة واحدة أمر مستحيل.
إذ تسعى بلدان الغرب في إجتماع المجموعة اليوم إلى تنديد قوي "لغزو الروسي" كما وصفوه في اوكرانيا، في الإعلان الذي سيصدر بختام القمة، بينما تطالب بلدان أخرى أبرزها الهند المجموعة بالتركيز على القضايا الإقتصادية الأوسع نطاقاً، وأن المجموعة ليست مكاناً لحل القضايا الجيوسياسية.
في الجوهر، مع عدم حضور الصين وروسيا، فإن مجموعة الدول العشرين تظل هي مجموعة الدول الصناعية السبع (أي الولايات المتحدة الأمريكية وعملائها) والدول النامية الرئيسية. في "بريكس"، فإن الصورة هي نفسها، نفس البلدان، ولكن فقط بدلاً من مجموعة السبع، هناك الصين وروسيا. الهند والبرازيل وجنوب إفريقيا والمملكة العربية السعودية وإيران وإندونيسيا وعدد من الدول التي تقترب من تلك الدول من حيث خصائصها.
الهند إقتصاد كبير، والدولة الأكثر سكاناً في العالم، ولها دور خاص في المنظمتين (تجمع بين العناصر المدمرة والإيجابية)، لكن من السابق لأوانه إدراجها ضمن القوى العظمى.
إلا أن الوضع ليس متماثلاً في مجموعة العشرين إذ تبدو الصورة أكثر تعقيداً، وهيمنة الزعيم أقوى بكثير، نظراً لوجود دول تابعة وحليفة لواشنطن، فيما تتمتع الدول النامية في مجموعة "بريكس" بقدر أكبر من الحرية في المناورة، لا سيما في ضوء الخطط الرامية إلى توسيع المنظمة.
لهذا لم يكن من قبيل الصدفة أن ينتهي المطاف بالدول الرئيسية للجنوب العالمي في مجموعة "بريكس"، فهي ستقاوم دكتاتورية الغرب داخل مجموعة العشرين.
بشكل أو بآخر، فإن تطور المواجهة بين الغرب وروسيا والصين سيؤدي في النهاية إلى تصفية المنظمة كنادي لأكبر عشرين اقتصادا في العالم. على الرغم من محاولات واشنطن إبقاء اسم مجموعة العشرين وراء هذا التنسيق لأطول فترة ممكنة.
وبعد أن شهدت المجموعة إنقسامات شديدة حول الموقف من الأزمة في أوكرانيا، وكيفية تحديد الموقف في البيان الختامي، قال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إن قمة مجموعة العشرين في نيودلهي توصلت إلى توافق حول الإعلان الختامي لزعمائها، وذلك رغم الخلافات الرئيسية فيما بينهم والتي تتعلق بالحرب في أوكرانيا.
وتضمن الإعلان الختامي الذي تبنته قمة مجموعة العشرين المنعقدة في نيودلهي اليوم، اعترافا بوجود وجهات نظر وتقييمات مختلفة لأحداث أوكرانيا بين الدول الأعضاء في المجموعة.
وجاء في الوثيقة: “لقد لفتنا إلى المعاناة الإنسانية والآثار السلبية الإضافية للحرب في أوكرانيا على الأمن الغذائي وأمن الطاقة العالمي وسلاسل التوريد والاستقرار المالي الكلي والتضخم والنمو، مما أدى إلى تعقيد البيئة السياسية بالنسبة للبلدان، وخاصة البلدان النامية والأقل نموا، التي لا تزال جميعها تتعافى من جائحة كوفيد-19 والأزمة الاقتصادية التي قوضت التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.. وكانت هناك وجهات نظر وتقييمات مختلفة للوضع”.
وأعرب النص التوافقي عن دعم “السيادة والسلامة الإقليمية” في ما يتعلق بالنزاع في أوكرانيا، دون أن يحتوي على عبارة من إعلان قمة بالي للعام 2022 تحدثت عن “عدوان روسي”.
وقال إعلان نيودلهي: “فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، وبينما استذكرنا المناقشة التي جرت في بالي (في 2022)، فقد أكدنا مواقفنا الوطنية والقرارات المعتمدة في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة وشددنا على أنه يجب على جميع الدول أن تتصرف بطريقة تتفق مع مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة في مجملها”.
وأضاف: “تماشياً مع ميثاق الأمم المتحدة، يجب على جميع الدول الامتناع عن التهديد باستخدام القوة أو استخدامها لتحقيق مكاسب جغرافية ضد سلامة الأراضي والسيادة أو الإستقلال السياسي لأي دولة”.
وفيما يلي أبرز نقاط البيان الذي تضمن 34 صفحة:
*تعارض مجموعة العشرين استخدام الأسلحة النووية أو التهديد بها وتدعو G20 إلى التنفيذ الكامل لاتفاق الحبوب لضمان إمدادات الغذاء والأسمدة من روسيا وأوكرانيا.
*دعا الزعماء إلى إصلاح منظمة التجارة العالمية.
أشار زعماء مجموعة العشرين إلى الأهمية الحاسمة لـ”(أسلوب) الحل السلمي للنزاعات والحوار”.
*دعا زعماء مجموعة العشرين جميع الدول إلى احترام مبادئ القانون الدولي، بما في ذلك “سلامة الأراضي والسيادة”.
*قمة مجموعة العشرين ليست منصة لحل المشاكل الجيوسياسية.
*مجموعة العشرين ترى أن “الأزمات المتتالية” تهدد النمو العالمي على المدى الطويل.
*مجموعة العشرين تتعهد بـ”تسريع” العمل لمكافحة تغير المناخ.
*قادة مجموعة العشرين يدعمون جهود زيادة القدرة العالمية للطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول 2030.
القمم المقبلة لمجموعة العشرين ستجري في البرازيل (2024) وجنوب إفريقيا (2025)، والولايات المتحدة الأمريكية (2026).
وقد أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن وحلفاؤه عن خطط لبناء خط سكك حديدية وممر شحن يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا، ويضم المشروع الهند والسعودية والإمارات والأردن والكيان الصهيوني والإتحاد الأوروبي، في إطار يهدف تعزيز النمو الاقتصادي والتعاون السياسي.
ضمن هذا السياق، قالت"فايننشال تايمز" البريطانية:"إن البيان الختامي، الذي تم التوصل إليه على مدى أسابيع من المفاوضات بين الدبلوماسيين، كان بمثابة ضربة للدول الغربية، التي أمضت العام الماضي في محاولة إقناع الدول النامية بإدانة موسكو ودعم أوكرانيا".
وأكدت الصحيفة أن صيغة مجموعة العشرين حول أوكرانيا تشير إلى عدم وجود إجماع عالمي لدعم كييف.
تحرير جريدة الأيام الإلكترونية
المصدر: روسيا اليوم + مواقع
- علامات:
- مجتمع