"رفع الأسعار لخلق وعي بيئي".. حملة في سلسلة متاجر ألمانية! / جريدة الايام الإلكترونية
جبنة "ماسدامر" الهولندية المنتجة تقليديًا بنحو ضعف ثمنها المعتاد (91%) والزبادي الطبيعي بالفواكه أغلى بنحو الثلث (31%). منتجان من تسع مواد غذائية ضمن حملة "التكاليف الحقيقة" لسلسلة المتاجر الألمانية للمواد الغذائية "بيني"، التي تستمر من 31 تموز إلى السادس من آب 2023، بهدف إظهار الأسعار التي تعكس تكاليف إنتاج تلك المواد مع مراعاة التداعيات البيئية لذلك.
ما المقصود بـ"التكاليف الحقيقية" هنا؟
تقول "بيني" إن "التكاليف الحقيقية" تظهر التكاليف الفعلية للمواد الغذائية التسع إذا تم تضمين جميع التكاليف التي تنشأ على طول سلسلة الإنتاج، والتي تمس الطبيعة والمناخ – مثل تكاليف إنبعاثات غازات الإحتباس الحراري مثل الميثان وثاني أكسيد الكربون، أو تكاليف استهلاك الموارد أو تلك المتعلقة بإستخدام الأسمدة والمبيدات.
وفي بيان صادر عن جامعتي نورنبيرغ التقنية وغرايفسفالد، اللتين تراقبان الحملة علميًا بعد أن حددتا الأسعار الجديدة للمواد الغذائية التسع، جاء أنه "حتى الآن ، لم تنعكس هذه التأثيرات (المتعلقة بالبيئة) في سعر البيع، لكنها تكلف مجتمعنا أموالًا بشكل غير مباشر".
على سبيل المثال، تعمل الغازات الدفيئة على تسريع التغير المناخي وبالتالي تعزيز الظواهر الجوية المتطرفة التي تسبب "أضرارًا ندفعها جميعًا من خلال زيادة الضرائب أو أموال التأمين"، بحسب البيان. مثال آخر هو تكاليف معالجة مياه الشرب الملوثة بسبب الأسمدة. فبالإضافة إلى المناخ والماء، تم أيضًا مراعاة مجالات التربة والصحة في التسعيرة الجديدة.
ما هي الأطعمة ذات التكاليف البيئية المرتفعة؟
تقدر "منظمة السلام الأخضر" (غرينبيس) الأضرار البيئية والمناخية الناجمة عن تصنيع اللحوم ومنتجات الألبان في ألمانيا بنحو ستة مليارات يورو سنويًا. في الواقع، "ثبت أن التكاليف الحقيقية أعلى دائمًا، كلما كان المنتج حيوانيًا أكثر"، كما توضح عالمة الإستدامة أميلي ميشالكه من جامعة غرايفسفالد. وتضيف: "في حالة المنتجات الزراعية، تكون التكاليف اللاحقة في بعض الأحيان هامشية تقريبًا".
ما هدف سلسلة متاجر "بيني" من الحملة؟
وفقًا لبياناتها الخاصة، تريد الشركة، التي تنتمي إلى مجموعة "ريفي" (Rewe)، "خلق المزيد من الوعي بالتأثير البيئي لإنتاج الغذاء، كما فعلت في حملة سابقة عام 2020، موضحة أن الفرق بين "السعر الحقيقي" وسعر البيع المعتاد سيذهب إلى مشروع لحماية المناخ والحفاظ على مزارع تديرها عائلات في منطقة جبال الألب.
ورغم أن مسؤولًا في "بيني" أكد أنهم يتوقعون انخفاضًا في مبيعات تلك المواد التسع بسبب الحملة، مبررًا ذلك بمعاناة الناس من إرتفاع الأسعار مؤخرًا، إلا أنه أكد أنه يجب توجيه هذه "الرسالة غير المريحة" من أجل التفكير بالتأثيرات على البيئة على المدى الطويل.
لكن الحملة أثارت إنتقادات أيضًا على النحو الإقتصادي.
فمنظمة حماية المستهلك "فود ووتش" وصفتها بأنها "حيلة علاقات عامة خالصة"، مبررة ذلك بأن سلسلة "بيني" رفعت أسعار تسع مواد فقط، بينما تواصل بيع أطعمة أخرى مضرة بالبيئة مثل اللحوم بأسعار منخفضة جدًا. كما وصف اتحاد المزارعين الألمان الحملة بأنها "مشروع غسيل أخضر من قبل سلسلة لا تهتم كثيرًا بالأسعار العادلة".
جريدة الأيام الإلكترونية . بيروت. المصدر: Dw
- علامات:
- مجتمع