28.5c درجة الحرارة في بيروت
أهم الأخبار:
image

معن بشور : 4 آب ٢٠٢٠ أكثر من جريمة… إنها حرب / جريدة الأيام الإلكترونية

معن بشور : 4 آب ٢٠٢٠ أكثر من جريمة… إنها حرب / جريدة الأيام الإلكترونية ما جرى لمرفأ بيروت وفيه يوم الرابع من آب عام 2020 ، وما جرى لبيروت نفسها وفيها من نتائج قاتلة للبشر ومدمرة للحجر، لم يكن مجرد إنفجار أو تفجير فقط بل كان واحداً من أخطر الحروب التي مرّت على لبنان وفيه.. وإذا كانت أهداف هذه الحرب معروفة للجميع ، فإن من أشعلها ما زال مجهولاً، وطغت محاولات الإستغلال السياسي في الصراع الدائر في لبنان على عملية التقصي القانوني لتحديد الفاعلين.
لم يعد خافياً على أحد أن هذه الحرب استهدفت مرفأ بيروت نفسه، كواحد من أهم المرافئ على البحر المتوسط وكنافذة بحرية للشرق العربي على العالم كله، وهذا ما اشعل الرغبة لدى اعداء لبنان في تدمير هذا المرفأ المنافس لمرافئهم، كمرفأ حيفا مثلاً.
ولم يعد خافياً على أحد أن تلك الحرب أستهدفت بيروت منارة الحضارة والثقافة والحرية والعروبة في هذا الشرق، والذي هُزم على أبوابها وفي شوارعها الجيش الذي لا يقهر، والتي لم يمرّ يوماً بعد حرب 1982 إلاّ وشهدت من الاستباحات المتعددة الأسماء والألوان للانتقام من صمودها في وجه الحصار الصهيوني، الذي أستمر ثمانين يوماً، وما سبقه وتلاه من حروب.
ولم يعد خافياً ان هذا الانفجار- الحرب قد إستهدف الإنتقام من لبنان، الكيان النقيض للعدو الصهيوني، الذي نجح في تحرير أرضه عام 2000، وفي ردع العدو وعدوانه منذ عام 2006، بعد محاولات متعددة شهدها لبنان، لا سيّما بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لا سيّما وقد بات حريصاً على التفاهم مع المقاومة، وخصوصاً في انجاح تفاهم نيسان 1996 الذي كان بداية مسيرة المقاومة نحو التحرير..
ولم يعد خافياً على أحد إن هناك مسؤولية داخلية على القيمين على المرفأ، أمنياً وإدارياً، ولكن السؤال المهم: لماذا لم يستطع القضاء اللبناني ان يحصل على الأفلام التي صوّرت من الجو هذا الأنفجار بواسطة الأقمار الصناعية لدول لا يُخفى عليها الكبير والصغير مما يجري في كل أرجاء العالم.
إن أول ما يطالب به اللبنانيون جميعاً، ومعهم كل محبي لبنان، ان يتم العودة الى تحقيق قضائي نزيه وغير مسيّس ويطالب بكل ما يحتاجه من أفلام وشرائط من الجهات الدولية المعنية ويكشف أي تلكؤ او تردّد من قبلها.
ومع كل ذلك لا بد من وقفة اجلال واحترام لشهداء هذا الانفجار- الحرب من لبنانيين وسوريين وفلسطينيين ، ومن الدعوة الى التعويض على المتضررين سواء في سكنهم أو عملهم أو نشاطهم.
معن بشور - سياسي وكاتب لبناني
المصدر: رأي اليوم