28.5c درجة الحرارة في بيروت
أهم الأخبار:
image

عبد المجيد زراقط.. دور العلماء العامليِّين الأدبي (الشيخ محمَّد بن علي المشغري. ت 1090 هج 1680 م) /جريدة الأيام الإلكترونية

عبد المجيد زراقط.. دور العلماء العامليِّين الأدبي (الشيخ محمَّد بن علي المشغري. ت 1090 هج 1680 م) /جريدة الأيام الإلكترونية هو محمَّد بن علي بن محمود العاملي المشغري، نسبة إلى بلدة "مشغرة". ولد في مشغرة، وتلقَّى علومه في مدرسة "جباع"، ثم رحل إلى إيران؛ حيث عمل في الدَّرس والتَّدريس مدَّة طويلة، فشُهر، وسمع به سلطان حيدر آباد"، فاستدعاه، فلبَّى الدعوة، وأقام عنده مدّة "محاطاً بالنعمة والمجد"، ثم غادر حيدر آباد، قاصداً حجّ البيت، فأقام في مكّة المكرّمة سنتين عاد بعدها إلى حيدر آباد ليعمل بالتدريس فيها، ترك قصائد شعرية كثيرة جمع عدداً منها ابن معصوم في كتابه: "سلافة العصر في محاسن الشعراء في كل مصر"، وفي كتابة الآخر: "أنوار الربيع في علم البديع".
يرى الدكتور محمَّد كاظم مكِّي أن المشغري شاعر يذوب عاطفة وأسى، ففي مقدِّمته الطَّلليَّة يقول:
قف بالمنازل حيث أوقفك الهوى
وكل البكاء إلى الحمام الهيف
إني غسلــت من الدموع أناملـي
ونفضت من أثر البكاء كفوفي
ويرتفع بالأطلال إلى مستوى من الحياة رفيع، فهي لا تجيب كأنما لحقها الصمم، ولا تراه كأنما أدركها العمى، ويعلي من منزلنها كأنها كعبة أو معبد اعتكف عنده:
فصممن حتى لا يجبن مسائلي
وعمين حتى لا يرين عكوفي()
وفي الغزل تأسر العيون قلبه، وهو سعيد رغم أنه باع لحبيبه روحه يوم ساعده الحظ، فقبل الحبيب بهذا الثمن:
ساعد الحظ يوم بعتك روحي
لا، وعينيك لست أبغي إقاله
يا عليل الجفون عللت قلبي
زاد جـفـنـيـك عـلـة وذبـالـة
امتحن المشغري بالفراق الذي أبعده عن جمود العاطفة، إلى نسج الصورة التي هي تعبير عن حركة اللهيب المتأجج في قلبه، فأحبابه قد تعلقوا بأذيال الرياح، وقد فارقوه ولم يتسن له أن يقضي حقوقهم، أو ينال حقه منهم، إنه يصف مشاعره تجاههم:
أرأيت ما فعلت يد التفريق
أعلمت من قتلت بسعي النوق؟!
رحل الخليط وما قضيت حقوقهم
بمنى النفوس، وما قضين حقوقي
لا رق بعدهم الخيال لناظري
إن حنَّ قلبي بعدهم لرحيق()
ولعل إقامة محمَّد بن علي العاملي بعيداً عن بلده، وموطن أحبابه، جعله يتذكر هذا الوطن، وأولئك الأحباب، الذين قضى بينهم فترة الشباب، وزهوة العمر، بين صبيات ترنو إليه منهن العيون:
وله في الشيب أبيات جميلة، منها:
ألبسته ثوب الشبا
ب فكان أكذب من سراب
فإذا خضبت بياضه
ضحك المشيب على خضابي؟
ويخلص الدكتور مكِّي إلى القول:
ما زال المشغري مجهولاً في شعره، وديوانه، وترجمته لا تزال غامضة لم تكشف عنها مؤلفات معاصريه، أو لاحقيه، ولعل كشفها والبحث عن ديوانه يلقي ضوءاً كبيراً على هذا الشاعر وعلى شعره().
الدكتور عبد المجيد زراقط. أكاديمي. ناقد أدبي. قاص وروائي.
جريدة الأيام الإلكترونية. بيروت