28.5c درجة الحرارة في بيروت
أهم الأخبار:
image

الرئيس برّي يجمّد الحوار بإنتظار لودريان.. أسبوع الحسم واللجنة الخماسية تواكب / جريدة الأيام الإلكترونية

الرئيس برّي يجمّد الحوار بإنتظار لودريان.. أسبوع الحسم واللجنة الخماسية تواكب / جريدة الأيام الإلكترونية كتبت "الأخبار":
سريعاً، تبدّدت الأجواء الإيجابية التي سادت الأسبوع الماضي حيال دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى حوار «الأيام السبعة» تمهيداً لجلسات انتخاب مفتوحة. وسادت خلال الساعات الماضية الأجواء السلبية، بالتزامن مع عودة السجال والتوتر على خط العلاقة بين «حركة أمل» و«التيار الوطني الحر».
وبدت حركة «أمل» منزعجة من ما أسمته «التصعيد الذي بادر إليه رئيس التيار النائب جبران باسيل». وقالت أوساط «أمل» إنه بعدما أعطى باسيل انطباعاً بالتجاوب مع الدعوة، أتت كلمته خلال عشاء هيئة قضاء البترون غير مطابقة لهذا الانطباع» الذي ارتاحت له عين التينة بداية. ووصفت الأوساط نفسها تصريحات باسيل بأنها «حائط سدّ» في وجه المبادرة، ما استدعى رداً من المعاون السياسي لبرّي النائب علي حسن خليل الذي اعتبر أن «باسيل انقلب على المبادرة بعدَ أن شعر بحجم التجاوب الكبير معها»، متهماً إياه بأنه «يريد تعطيل الحوار، لذا بدل ترحيبه بالمبادرة، انتقل إلى نغمة الشروط والأولويات وإثقال المهمة بنقاش عبثي».
  أوساط قيادية في التيار استغربت قراءة «أمل» لخطاب باسيل، وقالت إن الموقف من الحوار كان دائماً إيجابياً من قبل التيار، لكنّ التيار يحتاج كما غيره من اللبنانيين إلى ضمانات بأن يقود الحوار إلى نتيجة عملانية، وأن المهم هو البحث في آلية للحوار تنتج تفاهماً على إجراء الانتخابات بعيداً عن الضغوط. وأنه يمكن للبنانيين التوصّل إلى اتفاق بمساعدة الخارج. وأضافت الأوساط القيادية في التيار أن الحوار القائم مع حزب الله يستهدف ضمناً التوصّل إلى صيغة تخصّ العنوان الرئاسي.
ويأتي هذا الجو ليعزز السلبية التي تعاطت بها بعض قوى المعارضة مع الدعوة، تحديداً حزبَي «القوات اللبنانية» و«الكتائب»، فضلاً عن انقسام التغييريين، ما دفع رئيس المجلس إلى «تجميد دعوته إلى حين وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت مطلع الأسبوع المقبل»، خاصة أن بري «كان يشترط مشاركة كل الكتل النيابية في الحوار حتى لا يكون مبتوراً». وقالت المصادر إن «بري كان يقصد مساعدة لودريان الذي حاول استدراج قوى المعارضة إلى الحوار كممر لجلسات الانتخابات، لكنّ مسعاه أُحبط كما حصل مع الموفد الفرنسي»، مستغربة كلام باسيل الذي ربما يكون مرتبطاً «بتباعد المواقف بينه وبين حزب الله في ما يتعلق بمناقشة مشروع اللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة»، حيث إن «حزب الله الذي أبدى تأييداً للّامركزية، لديه اعتراضات كبيرة تتعلق بتقسيم الأقضية والصلاحيات المالية والأمنية التي ستُعطى لها».
لودريان أمام أسبوع الحسم
وذكرت صحيفة "الجمهورية" أن الأسبوع المقبل هو اسبوع مفصلي، حيث يشكّل محطة الحسم التي ستتحدّد خلالها الوجهة النهائية لمسار الأزمة الرئاسية، إن في اتجاه انتخاب رئيس للجمهورية، أو في الاتجاه الذي يُسقط في أيدي الجميع، ويُخضع لبنان واللبنانيين لسيناريوهات ما فوق الكارثية، تلوح في الأفق.
على انّ الأجواء السائدة داخلياً، بتناقضاتها العميقة، ورؤاها المتصادمة، لا تشجّع على افتراض إيجابيات او اختراقات في الجدار الحواري او الرئاسي. وفي هذه الأجواء، سيدخل لودريان الاسبوع المقبل، مرّة جديدة الى مسرح العبث السياسي، وبحسب هذه المعلومات، فإنّ الحوار الشامل الذي يريده لودريان مستبعد، كما انّ المبادرة الى الدعوة الى حوار بمن حضر، اكثر من مستبعدة، وذلك ربطاً بالمواقف الاعتراضية التي اعلنتها بعض الاطراف، وتحديداً «القوات اللبنانية» وبعض الأطراف السياسية والنيابية المنضوية تحت ما يُسمّى العنوان السيادي، وكذلك التحفّظات والاشتراطات التي أبدتها اطراف اخرى مثل «التيار الوطني الحر»، وهو الأمر الذي من شأنه أن يفرض أن يعتمد لودريان مساراً حوارياً آخر، بحيث قد يتدرّج من الحوار الشامل إلى حوارات ثنائية مع جميع الأطراف، لن تخرج بالتأكيد بما يحقق الغاية المنشودة من مهمّة لودريان.
«الخماسية» تواكب
ما يسترعي التوقف عنده في هذا السياق، هو ما كشفته مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، بأنّ اللجنة الخماسيّة تواكب ما وصفتها «مبادرتها» التي يقودها لودريان في بيروت، مشيرةً في هذا الصدد إلى انّ الملف الرئاسي في لبنان سيكون بنداً اساسياً في اجتماع تعقده اللجنة الخماسية على مستوى وزراء الخارجية على هامش اعمال الجمعية العمومية للامم المتحدة في نيويورك، وبناءً على ما ستؤول اليه هذه المبادرة في بيروت، ستحدّد خطوتها التالية، حيث انّ نجاحها في تحقيق الغاية المرجوة سيدفع باللجنة الى الثناء على الإيجابية والدفع الى إيجابيات اكبر وتأكيد الاستعداد الكامل للشراكة المباشرة في ما يمكن أن يعجّل بخروج لبنان من أزمته. واما في حال تعثّرها، فستنحى اللجنة في اتجاه رفع يدها نهائياً عن الملف اللبناني، وتحميل الأطراف المعطّلين المسؤولية.
المصدر: الأخبار + الجمهورية