28.5c درجة الحرارة في بيروت
أهم الأخبار:
image

إقامة حلفٍ أمنيٍّ بين دول الخليج وإسرائيل ضدّ إيران لم يعُد مطروحًا/ زهير إندراوس

إقامة حلفٍ أمنيٍّ بين دول الخليج وإسرائيل ضدّ إيران لم يعُد مطروحًا/ زهير إندراوس الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
عبّر العديد من الخبراء والمسؤولين الإسرائيليين عن قلقهم البالغ من إمكانية عدم تحمّل دولة الإمارات العربيّة المُتحدّة السلام مع دولة الاحتلال، لافتين في ذات الوقت إلى أنّ الأمور قد تدفع الإمارات إلى الانسحاب منه أوْ تحويله لاتفاق سلامٍ باردٍ مثل دولٍ عربيّةٍ أخرى، منها مصر والأردن. من ناحيته أكّد البروفيسور إيال زيسر، نائب رئيس جامعة تل أبيب، وخبير في تاريخ سورية ولبنان والنزاع الإسرائيليّ – العربيّ، أكّد أنّ محاولة إسرائيل الدفع إلى الأمام باتفاقات السلام التي أبرمتها مع الدول العربية، ويجب الاعتراف بأنها محاولة مريرة، دفعتها إلى الريبة والشكوك وحتى فقدان الثقة، وإلى الافتراض أن علاقات السلام مع جيرانها لها سقف زجاجي من المستحيل خرقه، على حدّ تعبيره.
المُستشرِق زيسر، أضاف في مقالٍ نشره بصحيفة (يسرائيل هايوم) اليمينيّة، إنّ اتفاقات أبراهام لم تعد اتفاقات سلام، وهذا ما تجلى خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيليّ نفتالي بينت إلى الإمارات، وهي زيارة رسمية – غير سرية وعلنية – التقى خلالها أحد مهندسي اتفاقات أبراهام ولي العهد محمد بن زايد.
لكن، استدرك المستشرق زيسر قائلاً إنّه “في إسرائيل أُضيئت، مؤخرًا، أضواء التحذير وجرى التعبير عن القلق بشأن عدم قدرة الإمارات على الاستمرار في تحمُّل عبء اتفاق سلام مع إسرائيل، واحتمال الانسحاب منه، وتحويله إلى اتفاق سلام بارد، مثل السلام مع دول عربية أُخرى”.
وبحسب البروفيسور زيسر فإنّ “الدليل على ذلك أنّ شقيق ولي العهد ومستشار الشؤون الخارجية الأمير طحنون بن زايد، الذي حضر الاجتماع مع رئيس الحكومة بينت، زار الأسبوع الماضي طهران للبحث في الدفع قدمًا بالعلاقات مع الجمهوريّة الإسلاميّة، والتقى الرئيس الإيرانيّ إبراهيم رئيسي الذي يسعى منذ وصوله إلى منصبه لـ “احتضان” دول الخليج لإبعادها عن إسرائيل والولايات المتحدة”.
ومضى المُستشرِق الإسرائيليّ قائلاً: “نظرًا إلى أن السعوديين أيضاً بدأوا حوارًا مع طهران ويريدون تطبيع العلاقات بين الدولتين، لا غرابة في أنّه لم يعد يُتداول الحديث في الخليج عن إقامة حلفٍ أمنيٍّ مع إسرائيل لكبح إيران، بل عن حوار مع الإيرانيين والمصالحة معهم. لكن يجب ألّا نظلم دول الخليج، فمَن رسم هذا التوجه هي إدارة بايدن التي تريد سحب القوات الأمريكيّة من المنطقة، وتعمل في هذه الأثناء على التصالح مع طهران من أجل التوصل إلى اتفاق معها”، كما قال.
وشدّدّ البروفيسور زيسر على أنّ “الأمير طحنون هو أيضًا المسؤول عن توثيق العلاقات بروسيا والصين، الأمر الذي أغضب الأمريكيين ودفعهم إلى عرقلة صفقة بيع الإمارات طائرات أف-35، وهو أيضًا الذي سعى إلى حدوث انعطافة في العلاقات بين الإمارات وتركيا، فقبل عامٍ فقط، استدعى الرئيس التركي أردوغان، وهو في قمّة غضبه، سفيره من أبو ظبي، احتجاجًا على توقيع اتفاقات أبراهام. الآن، هو يشجع إعادة الحرارة إلى العلاقات، ووقّع مع الإمارات صفقات بمليارات الدولارات، يأمل أنْ تساعد الاقتصاد التركي المتعثر”.
“أخيرًا”، أوضح المُستشرِق زيسر، “وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، الذي حضر هو أيضًا الاجتماع مع بينت، زار دمشق قبل قرابة الشهر، في خطوة لإعادة دمشق إلى الحضن العربيّ، وعن ذلك نقول أهلاً وسهلاً إلى الشرق الأوسط”.
وتابع أنّه في الشرق الأوسط “يحرص حكام المنطقة دائمًا على إبقاء كل “الخيارات مفتوحة”، والرقص في عرسيْن في وقت واحد. وهم لا يتطوعون قط، وهذا أيضًا ما تفعله إسرائيل، لخوض حربٍ بالنيابة عن الآخر. المصلحة هي التي تنتصر، وحاليًا، وفي ضوء التخلي الأمريكيّ المتوقع، مصلحة الإمارات هي في التحدث مع الجميع من خلال الدفع قدمًا بالحوار الذي تجريه مع إسرائيل وتعميقه”.
واختتم المُستشرِق الإسرائيليّ تحليله، الذي نقلته للعربيّة مؤسسة الدراسات الفلسطينيّة، اختتم بالقول إنّ حقيقة استعداد إيران وتركيا للمشاركة في “اللعبة الإماراتية” تدُلّنا على أنّ اتفاقات أبراهام لم تؤدّ إلى إضعاف الإمارات، بل رسّخت مكانتها وحولتها إلى لاعبٍ إقليميٍّ مطلوبٍ ومرغوبٍ فيه، وفي الإمارات، يفهمون ذلك جيدًا، وهذا أيضًا درس لسائر الدول في المنطقة، على حدّ قوله.
زهير إندراوس. جريدة رأي اليوم الإلكترونية