السفير السعودي يلتقي كرامي، ويتجنب لقاء الحريري، والأخير وحيدا/جريدة الأيام الإلكترونية
مقابل مشهد المواطن اللبناني الذي يعيش الذل والفقر ويعاني الامرين ويدفع وحده ثمن اخطاء سلطة سياسية فاسدة، لا يزال الرئيس المكلف سعد الحريري خارج البلاد علما ان من الواجبات الدستورية للرئيس المكلف تقديم تشكيلة حكومية تلو الاخرى الى ان يصار الى تفاهم بينه وبين رئيس الجمهورية. ذلك ان الاكتفاء بتشكيلة حكومية واحدة وان يبقى خارج البلاد في معظم الاوقات لا يدل على ان الحريري يريد تشكيل حكومة في هذه المرحلة انما اليوم بات على الرئيس المكلف ان يحسم موقفه في هذا المجال.
في المقابل، يقوم الرئيس نبيه بري بكل الجهود لحلحة العقد الداخلية والاسراع في تشكيل حكومة عبر اتصالات ولقاءات تصب في مصلحة البلد. وهنا كشفت اوساط سياسية ان الاجواء ايجابية حتى اللحظة وان احتمال تاليف حكومة قد يصبح امرا واقعا نظرا لمواقف ثلاثة لاعبين داخليين حركوا الجمود السياسي والحكومي.
اللاعب الاول والسبّاق كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي زار بعبدا وتحدث عن تسوية داعيا الرئيس المكلف بشكل واضح بان يبرم تسوية مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على غرار التسوية التي كانت سابقا جارية في الحكومة الاولى والثانية من العهد. وبالتالي وضع نفسه من داعم للرئيس المكلف الى اتخاذ موقف وسطي بينه وبين رئيس الجمهورية ومحملا الحريري التأخير في تأليف الحكومة.
اللاعب الثاني هو البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي كان منحازا للرئيس المكلف واذا به يصل الى نتيجة ان الحريري لا يستطيع التمسك بالتشكيلة القديمة داعيا اياه الى تقديم تشكيلة حكومية جديدة . وجاء كلام الراعي خلال عظته في قداس احد الماضي. كما دعا البطريرك الحريري انه في حال تعذر التأليف عليه ان يتخذ قرارات صعبة اي بمعنى اخر ان يعتذر الرئيس المكلف. وهنا ايضا تموضع البطريرك الماروني بموقف وسطي بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية لا بل دعا الحريري الى تقديم تشكيلة متوازنة او الاعتذار.
واللاعب الثالث هو الرئيس نبيه بري الذي انتقل ايضا من مؤيد للرئيس المكلف الى عنصر ضاغط عليه لتقديم صيغة حكومية جديدة وان لا يبقى الحريري في الموقع غير المبال لكل مسالة تأليف الحكومة.
وانطلاقا من هذه المعطيات التي حركت الجمود السياسي وخاصة الحكومي، فقد الحريري دعم البطريرك الماروني في مواجهة رئيس الجمهورية كما فقد دعم حليفيه بري وجنبلاط وبالتالي اصبح وحيدا في الداخل اللبناني. واضافت هذه الاوساط السياسية انه امام هذا التحول في العناصر الداخلية اللبنانية وامام موقف باريس وواشنطن المتقاطع مع الثلاثي اللبناني اي البطريرك الراعي وجنبلاط وبري حول ضرورة تشكيل حكومة ولجهة ان الرئيس المكلف اذا لا يريد التأليف فعليه الاعتذار، اصبحت اليوم امكانية التأليف او الاعتذار عالية جدا. بيد ان الرئيس المكلف اصبح محرجا ووحيدا في مسار تشكيل الحكومة ولا يستطيع ان يتكئ على احد وبالتالي فاما يقدم الحريري تشكيلة جديدة اما يعتذر علما ان الحريري كان قد اكد في كلمته انه ليس بصدد تقديم اي صيغة حكومية جديدة.
الحريري يصور التعطيل لتاليف الحكومة على انه اقليمي
اما من جهة الرئيس الحريري فهو يقول في الكواليس ان حزب الله هو الذي يعطل ولادة الحكومة ليجعل المسألة اقليمية علما ان المؤشرات كلها باتت واضحة ان العقد داخلية وليست خارجية.
وقد يكون الحريري يؤخر في ولادة الحكومة لانه لا يريد ان يلتقط كرة النار التي ستكون برفع الدعم فضلا عن تخوفه من عدم حصول دعم مادي يساعده في حكومته من السعودية.
والامر اللافت الذي طرأ ايضا على الساحة اللبنانية هي حركة السفير السعودي الذي التقى النائب فيصل كرامي في حين انه لم يلتق سعد الحريري حتى الان. وعليه،اصبح واضحا ان السعودية تستثني الحريري من نشاطها السياسي في لبنان.
المصدر :جريدة الديار
- علامات:
- إقليمي ودولي