ما سر صمت "إسرائيل" المدوي إزاء ما يجري في الأردن؟ / جريدة الأيام الإلكترونية
“في الأمس (الاثنين الماضي)، كان يبدو أن الدراما في الأردن انتهت. الملك عبدالله جنّد سراً الأمير حسن (ولي العهد الأسبق وشقيق الملك حسين) الذي ذهب إلى منزل الأمير حمزة، وقام بتسوية الأمور وحلها. في كل الأحوال القصة التي هزت الشرق الأوسط هذا الأسبوع تعلمنا الكثير.
حتى إيران المعادية للمملكة الأردنية سارعت إلى التعبير عن تأييدها للملك عبدالله الثاني واستقرار حكمه. أول المؤيدين كان طبعاً أبو مازن (محمود عباس)، الذي تربطه علاقات جيدة جداً مع المملكة، وبعده مصر، الكويت، الإمارات، العراق، والسعودية. فقط إسرائيل غابت عن لائحة الدول المؤيدة للملك عبدالله. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أغلق فمه، ولم يقل كلمة مع أو ضد المملكة التي تقع على مسافة 12 دقيقة طيران من مكتبه في القدس. نتنياهو مثل كل المستويات السياسية والعسكرية – الأمنية عندنا الذين يعرفون مصاعب الأردن: نسبة بطالة عالية مقرونة بأحجام مخيفة للموجة الثالثة من الكورونا. وعندما لا يكون هناك لقاحات كافية كان يجب على إسرائيل أن تقلق. وعندما تتوفر فرص عمل يخطفها مئات الآلاف من النازحين السوريين والعراقيين الذين يعيشون الآن في الأردن. هم مستعدون لتقاضي نصف الأجر الذي يطلبه السكان المحليون. الخطوة الأخيرة للملك، خطوة يائسة قادته إلى البحث حالياً عن التعاون مع سوريا. الأمير حمزة لم يبق ساكتاً في الأيام الأخيرة.
في الأمس (الإثنين)، نشر فيديو جديداً يصر فيه على الخروج والتحدث إلى الجمهور، مع علمه بأن الدراما التي حدثت داخل العائلة المالكة الأردنية قسّمت الشارع إلى ثلاثة أجزاء: الأغلبية التي تؤيد استقرار حكم الملك؛ هؤلاء الذين يوجهون انتقادات تشبه انتقادات الأمير حمزة؛ وأولئك الذين يفضلون إجراء محادثات مغلقة في صالون خاص. الكل يتحدث عن احتمال الطلب من الأمير العنيد الصعود إلى الطائرة، وإبعاده إلى الولايات المتحدة
لماذا لم تعلّق إسرائيل؟ لو كانت العلاقات بين نتنياهو وعبدالله أفضل لكان صدر رد من وراء الكواليس. لكن عدم وجود حوار يجعل الصمت الإسرائيلي مدوياً. ومجدداً يعود السؤال ما هو الأفضل بالنسبة إلينا: توحيد ضفتيْ الأردن تحت نظام فلسطيني، أو أن يتغلب الملك عبدالله على الأزمة ويحظى بتأييد خفي ويشرف على الحدود الطويلة بين الدولتين؟ وحده بني غانتس رد على الأحداث في الأردن عندما قال إن ما يجري “شأن داخلي”. “خط أحمر”، يذكّر وسائل الإعلام الأردنية بقواعد اللعبة: مسموح توجيه النقد إلى أي وزير في الحكومة، وحتى إن الملك عبدالله اعتاد أن يتنكر ويقوم بزيارات مفاجئة إلى أماكن إشكالية، لكن الملك عبدالله هو الخط الأحمر الذي لا يمكن تجاوزه. ممنوع انتقاده، وممنوع محاولة الاقتراح على الملك ما يجب أن يفعله. “سيدنا” هو المقرر الوحيد.
من السهل التنبؤ بأن الدول العربية الغنية ستتجند لتقديم دعم اقتصادي. ومن المتوقع أن تمد السعودية وحكام الإمارات أياديهم إلى جيوبهم وإخراج حفنات من الدولارات وخطط استثمارية. أيضاً إدارة بايدن عبرت عن تأييدها القاطع “للشريك القديم” ومن المتوقع أن تزيد المساعدة.
ننتظر لنرى ماذا ستفعل إسرائيل. هذه فرصة لتوسيع العلاقات التي تعتمد اليوم فقط على التعاون الأمني. مكالمة هاتفية واحدة من مقرب إسرائيلي من الجانب الأردني (وهناك عدد كبير منهم) يمكن أن تعيد تدريجياً العلاقات بين مكتب رئيس الحكومة ومكتب الملك، بغض النظر عمَّن سيكون رئيساً للحكومة” (المصدر: مؤسسة الدراسات الفلسطينية).
180 post
جريدة الأيام الإلكترونية. إقليمي ودولي
- علامات:
- إقليمي ودولي