28.5c درجة الحرارة في بيروت
أهم الأخبار:
image

سورية تهشّم أنياب العثمانيّين في إدلب وموسكو . بقلم الدكتور وفيق ابراهيم

سورية تهشّم أنياب العثمانيّين في إدلب وموسكو . بقلم الدكتور وفيق ابراهيم

دوفيق إبراهيم

معارك إدلب ليست حدثاً عسكرياً عابراً يندرج في اطار تطور الازمة السورية، بدليل ان الرئيس التركي رجب اردوغان يبحث عن وقف لاطلاق النار عند نظيره الروسي بوتين في لقائهما اليوم في موسكو.

هو لقاء فرضته التوازنات العسكرية الجديدة التي تنبثق يومياً من المعارك المستعرة في منطقة ادلب السورية بين جيشها العربي السوري وبين منظمات تضم إرهاباً منبثقاً من جبهة النصرة وجيشاً تركياً مكشوفاً للعيانمن دون نسيان حوامل النصرة من هيئة تحرير الشام والجيش التركستاني والايغور ومعارضات سورية لا تعمل إلا في محطات التلفزة.

بالمقابل يدعم حلفٌ من حزب الله ومستشارون إيرانيون وسلاح جوي روسي عند الضرورة عمليات الجيش السوري.

لقد كان الأتراك يعتقدون ان هجمات الجيش ليست إلا مجرد تسخين للاوضاع من دون أي إمكانية لتغيرات في الميدان وهدفها التعجيل في المفاوضات الروسية التركية.

لكنهم أصيبوا بذهول لأن المعارك السورية تنفذ تدريجياً خطة لتحرير أرياف حلب وادلب، وخصوصاً ما يتعلق منها بالخطين اللذين يربطان حلب مع البحر المتوسط عند اللاذقية ويصلانها بحماة وحمص ودمشق وحدود سورية مع الأردن والعراق.

لقد حاول اردوغان استعمال الوسائل العسكرية فلم يفلح، متجهاً نحو الأساليب السياسية بتهديد روسيا وايران شريكتيه في سوتشي وآستانة، فجوبه بمواقف قاسية أفهمته أن شريكيه يغطيان الهجوم السوري بتبريرات متنوّعة ومرتبطة بتفاهمات لم ينفذها الجانب التركي، فاتجه الرئيس التركي مستنجداً بالأميركيين والأوروبيين وحلف الناتو الذي يجمعه بهم وصولاً الى «اسرائيل».

الا انه لم يلق الا جعجعة اعلامية لم تؤثر في الاندفاعة العسكرية السورية في ادلب.

الامر الذي دفعه الى الاستثمار في ورقة النازحين السوريين، كما يفعل منذ سنوات عدة.

وذلك لتهديد اوروبا بهم لعلها تدعمه في احتلاله لقسم من سورية، وتدفع بالأميركيين الى دعمه عسكرياً بالمباشر او عبر الناتو.

ان كل هذه الحركات الاردوغانية لم تؤدِ الى ما اراده الاتراك فعادوا طائعين الى كنف «الروسي» يبحثون عنده عن وقف لإطلاق النار يحفظ لهم عمقاً في سورية بذريعة الدفاع عن أمنهم القوميفيطالبون بعمق على طول حدودهم مع سورية لا يقل عن ثلاثين كيلومتراًوهذا ما ترفضه سورية قطعياً وسط محاولات روسية لجعل هذا العمق لا يزيد عن 8 كيلومترات إنما بمدة متفق عليها وليست مفتوحة.

هذا ما يناقشه أردوغان اليوم مع بوتين ويربطه بدور للمعارضة السورية المؤيدة لسياسات بلاده في إطار اللجنة الدستورية قيد البحث لتأسيسها والمفترض ان يناط بها إجراء تعديلات على المؤسسات الدستورية السورية.

هل هناك إمكانية لتحقيق «هلوسات» اردوغان؟

  • علامات:
  • إقليمي ودولي