بعد تسهيل عون وجنبلاط، الحريري أمام المعادلة الصعبة: إشراك حزب الله في الحكومة ونيل الرضى السعودي
لم يُقنِع الوسط السياسي كثيراً كلام الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري انه "لا ينتظر رضى اي طرف خارجي لتشكيل الحكومة، لا السعودية ولا غيرها"، وعبارة "غيرها" هنا قد تعني الاميركي او طرف آخر غيره أيضاً، ذلك أن الطرفين وبحسب اوساط سياسية متابعة وحتى في تيار المستقبل، ما يزالان يضعان فيتو على مشاركة حزب الله في الحكومة، لذلك يسعى الحريري جاهداً لتسهيل تشكيل الحكومة من خارج لبنان عبر زياراته المكوكية من بلدٍ لبلد.
وهنا تسأل الاوساط: إلى ماذا ستؤدي جولات الحريري الخارجية إذا لم يأخذ الحريري المبادرة مُجدّداً ويبحث مع رئيس الجمهورية حل العقد الداخلية المعلنة أمام تشكيل الحكومة، وإلّا تكون اولوياته في "غير مطرح"، وتكون حساباته الخارجية طاغية على حساباته الداخلية وعلى برنامج الإصلاحات الذي يحمله عنواناً لتشكيل حكومته، وثمة خشية لدى بعض القوى من أن يكون برنامجاً غير جدّي او خلافي.
لذلك ترى الاوساط ان الحريري يقف الآن امام تحقيق المعادلة الصعبة، كيفية إشراك حزب الله في الحكومة، وكيفية نيل الرضى السعودي عليها، حتى لو لم تقدم له المملكة الدعم المطلوب لإنقاذ الإقتصاد والمالية العامة من حالة الإنهيار.
كل المؤشرات تدلّ على ان العقد الخارجية ما تزال هي الأفعل في تعقيد تشكيل الحكومة. وان السعودية تتصلب في كل ما له علاقة بإيران، من لبنان إلى سوريا والعراق واليمن. وتفيد بعض المعلومات لدى اوساط رسمية ان السعودية أبلغت بعض الجهات ما مفاده "أن لا مشكلة مع الرئيس ميشال عون، إنما المشكلة في موضوع الحكومة هي مع سعد الحريري وحزب الله". وبغضّ النظر عن مدى صحة هذه المعلومة، فإن كلام رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط الداعي إلى لبننة الحل، مؤشر على قوة العامل الخارجي في تأخير تشكيل الحكومة. وما موافقة جنبلاط على زيادة عدد وزراء الحكومة إلى عشرين وزيراً، وتأكيد الرئيس ميشال عون عدم طرح الثلث الضامن، سوى محاولة لحل إحدى العقد الداخلية التي يطرحها الشيخ سعد، ودعوة له لتدوير الزوايا "لأن البلاد تنهار وما زلنا عند شكليات سخيفة" حسب قول جنبلاط.
في الحصيلة، الكرة ما زالت في ملعب الحريري، فإلى متى يبقى واقفاً عند حافة الإنتظار الطويل؟
غاصب المختار
"ليبانون فايلز"
- علامات:
- إقليمي ودولي