زقاق البلاط أولى المناطق البيروتية خارج السور /الأستاذ زياد سامي عيتاني
فعندما توسّعت بيروت إلى خارج أسوارها أيام إبراهيم باشا، كانت منطقة زقاق البلاط من أول المناطق البعيدة التي استُوطنت، حيث كان يصل جنوب غربي بيروت بقرية المصيطبة. الشارع المبلّط المذكور كان يمتدّ صعوداً إلى المصيطبة الأكثر ارتفاعاً والمفصولة عن زقاق البلاط بنواح خالية من العمران.
إنّه الخلاء الطبيعي، أو البرّي، الذي جعل الحيّ يعدّ ضاحية من ضواحي بيروت الأولى التي أخذت تجذب الباحثين عن سكن هادئ خارج وسط المدينة المسوّر، من دون الابتعاد كثيراً عن الوسط المذكور.
** • التسمية:
حيّ "زقاق البلاط" القديم تميّز في أواسط القرن التاسع عشر بذلك البلاط البركاني الأسود المرصوف في أروقته وطرقاته.
إذ تمّ رصف شوارعه بالحجر الأسود الصغير المتراص. منهم من قال إنّ إبراهيم باشا هو من رصفها وأن متسلم بيروت عبد الفتاح آغا حمادة هو من سعى بذلك. أما أخرون، فذكروا أن الكنيسة الكاثوليكية هي من رصفت الشارع بالحجارة البركانية السوداء لتسهيل وصول المصلين وإبقاء الرمال في الخارج.
ولأن"السقاق" باللغة التركية يعني الشارع، وبما أنه مرصوف بالبلاط الأسود، العابر في وسط الحيّ، فمنحوه اسم "زقاق البلاط"
____
* الأستاذ زياد سامي عيتاني إعلامي وباحث في التراث الشعبي، عضو جمعية تراث بيروت.
جريدة الأيام الإلكترونية. صفحة ثقافة
- علامات:
- ثقافة