28.5c درجة الحرارة في بيروت
أهم الأخبار:
image

من أبواب بيروت القديمة، باب إدريس. هذه هي حكايته

من أبواب بيروت القديمة، باب إدريس. هذه هي حكايته تعرف على أبواب بيروت القديمة
الباب الرابع: باب إدريس
ذكرنا سابقاً أبواب السرايا والدركة ويعقوب، ونتعرف اليوم على باب إدريس. يعد هذا الباب من أشهر أبواب بيروت لأنه الوحيد الذي بقي اسمه الى يومنا هذا والذي يشير الى المنطقة التجارية المعروفة في أسواق بيروت. كان الباب يقع على امتداد حائط كنيسة الآباء الكبوشيين (الكبوشية)، وسمي بهذا الاسم نسبة لجنينة توت آل ادريس كانت تخص رجل يدعى أبو صالح ادريس. ويقال أنه كان بالقرب منه زاوية دينية تعرف بزاوية الشيخ محمد أبو الطيب ادريس والاحتمال الأول للتسمة أدق وأوثق.
تم هدم هذا الباب سنة 1860 بعد وصول الفرنسيين إلى سوريا بسبب فتنة تلك السنة الطائفية وقيام إحدى الشركة الفرنسية بشق طريق بيروت ـ دمشق في عهد أحمد مخلص أفندي، واقتضى في ذلك الوقت هدم باب ادريس وباب أبي النصر وفتحهما لإنشاء الطرق خارج السور كما أشار الشيخ عبد القادر القباني في جريدته "الكشاف" سنة 1927م ذكر فيها قصة والدة آل ادريس التي اعترضت على شق الطريق داخل كرم توت العائلة وصارت تدعو على الأفندي وهو يطمأنها بأنه سيأتي اليوم الذي تدعو له وليس عليه، وهذا ما حصل فعلاً عند توليته والياً على سوريا سنة 1866 وزيارته لنفس السيدة في منزلها والتي اعتذرت وصارت تدعو له بالخير والبركات بعد أن تحول الكرم إلى مخازن ودكاكين ومنازل.
حدد المؤرخ الدكتور حسان حلاق موقع منطقة باب ادريس في مصنفاته بأنها المنطقة الواقعة ما بين سوق البازركان القديم في الشرق الجنوبي وبناية ستاركو في الشمال الشرقي وما بين كنيسة الكبوشيين في الجنوب الغربي وحتى سيف البحر عند مقهى الحاج داود القديم في الشمال الذي زال هو ومقهى البحرين.
قلت: وكان مقهى الحاج داود يخص آل الخطاب، ومقهى البحرين المجاور لآل حنقير وأل الحلواني، وكلاهما من العائلات البيروتية المعروفة.
وللمؤرخ الأستاذ عبد اللطيف فاخوري بحث في إطلاق اسم "الأمينية" أيضاً على هذه المنطقة مستنداً إلى سجلات محكمة بيروت الشرعية، فقال في "منزول بيروت" ص 22: "... ونعتقد أن لقب الأمينية المذكور وفتح باب ادريس لا يعودان إلى أحمد مخلص باشا كما ذكر القباني ـ بل إلى أحد الأمينين: محمد أمين مخلص باشا الذي كان والياً على صيدا ـ وبيروت ضمناً ـ سنة 1848م أو محمد أمين باشا الوالي عليها سنة 1851م." ___
إعداد د. سهيل منيمنة، جمعية تراث بيروت.
الصورة لمنطقة باب ادريس حوالي سنة 1910.
المصدر : جمعية تراث بيروت
الأيام. الصفحة الثقافية