اللغة العربية في يومها، مشاهد تتداعى أمامي / د. عبد المجيد زراقط
هذا الذي يقول لي : بنجورك ، فأقول له: صباح الخير ، فيقول : سوري، أوكي ، كومبري أنك اَراب ، وهذا الذي يكتب اسمه gealupe.وعندما أناديه غاليبي، يغضب ، ويقول : أنا دائما غالب، فأقول له : أنت شوَّهت اسمك، لم فعلت ذلك ؟!
وهذا الذي يكتب لافتة تحمل اسم ملحمته في حي شعبي ،malhamatte AbouAtteffe، وعندما أسأله: هنا ملهمة اَبو اَتِّيفي ، يغضب ، ويشهر سكينه ، فأقول له: هذا ماأعلنته، فيسكت .
وهذا الذي يرسل لي رسائل ويستخدم أحرفا لاتينية ، واذ تعجز هذه الأحرف عن أداء الأصوات العربية ، يستخدم الأرقام ، فأكتب له: مادامت هذه الأحرف عاجزة عن أداء ماتريد قوله ،فلم تهجر الأحرف العربية القادرة ، وتستخدم الاحرف العاجزة ، فلا يجيب ، وتلك المؤسسات ، بما فيها شركتا الخلوي والمصارف والمحلات التجارية ...، التي ترسل لك رسائل بالانكليزية ، وأنت لاتعرفها ، فتمحو تلك الرسائل منذ أن تراها، وتقول : ماأشد غباء من يرسل رسالة لشخص بلغة لايعرفها، وهو يريد أن يروج لسلعته !؟ ويقطع هذه التداعيات صوت مذيع يقرأ،من على شاشة التلفاز ، فتتلاحق الكلمات على لسانه سريعة ، فلا يلفظ الأحرف كاملة واضحة ، ويقضم كثيرا منها، واذ تكتمل لديه جملة أوجملا يخطئ ، واذ تنتقل الى محطة أخرى يطل عليك اسم برنامج بالأجنبية ، أو اسم عربي مكتوب بأحرف أجنبية ، وعندما يعلن عنه يلوك الكلام الهجين الخليط من الفصحى والعامية والانكليزية والفرنسية ...،
ويقطع تداعياتك صوت ينادي: هاي... اَفيك موا بتروح عالزَّيعة...تلتفت . فترى أحدهم يدخل ويقول: أنا بوكو ... اَلافيو الزَّيعة... وتوا..
الدكتور عبد المجيد زراقط. أستاذ الدراسات العليا في كلية الآداب بالجامعة اللبنانية
جريدة الأيام الإلكترونية. الصفحة الثقافية
- علامات:
- ثقافة