28.5c درجة الحرارة في بيروت
أهم الأخبار:
image

الشخصيات وتطور وعيها في رواية طاحونة الذِّئاب، لعبد المجيد زراقط

الشخصيات وتطور وعيها في رواية طاحونة الذِّئاب، لعبد المجيد زراقط يمكن تصنيف الشخصيات الأساسية ، في رواية " طاحونة الذِّئاب " ، كما يأتي :
١. المثقفون ، و يتوزعون في ثلاثة اتجاهات : أوَّلها اليساريون وهؤلاء يملكون المعرفة السياسية والاجتماعية و الوعي التنظيمي ، ويسعون الى التغيير ، وثانيها المتدينون، وهؤلاء يملكون المعرفة الدينية ، ويسعون الى الاصلاح من منظور ديني ، وثالثها غير المنتمين، وهؤلاء يمتلكون معرفة ، ويسعون الى مايلبي حاجاتهم ، وان أدى ذلك الى " خراب " المدرسة ، ويتحالفون مع الشخصيات المناوئة للتغيير والاصلاح .
٢. غير المثقفين ، ويتمثلون في فئتين: الأولى هي أبناء المدينة ، وهم والدا أمينة وصديقه وصاحبا البيت ، والمعني هنا والد أمينة ، حبيبة الأستاذ ، الشخصية الرئيسية في الرواية ، و الثانية أبناء القرية ، وهؤلاء فئتان : ساعون الى التغيير ومناوئون له . والشخصيات الساعية الى التغيير، ، من أبناء القرية ممثلة بابراهيم عمشة ، بوصفه انموذجا دالاً ، هي ماسوف نتحدث عنه هنا .
٣. قوى تدير الطاحونة ، وتتمثل في الكيان الاستيطاني ، والبيك ، والسلطة و مخابراتها وأدواتها ، وشركة الريجي ، والطائفية وأدواتها ... الشخصيات القروية الساعية الى التغيير في الرواية ، والتي يتطور وعيها كثيرة ، سنكتفي ، وهو مايقتضيه حجم المقال ، بالكلام على واحدة منها هي ابراهيم عمشة ، وهو ابن أجير ، يقتل والده ، وهو في طريقه الى الطاحونة ، ليطحن قمح معلمه ، ويأسف هذا لضياع القمح وموت الحمار لالمقتل أجيره ، ومن هنا تبدأ دلالة طاحونة الذئاب . ينطلق وعي ابراهيم من احساس فطري ، ويتطور ليغدو وعياً سياسياً اجتماعيا تغييرياً ، وذلك بعد أن يصبح العامل القوي و الحرفي الماهر والعاشق الذي تصبح حكاية عشقه شبيهة بحكاية العشاق الكبار في التاريخ ، فينسب الى حبيته عمشة ، ويسمى ابراهيم عمشة ، وتسمى حبيبته عمشة ابراهيم . يتمكن ابراهيم من تحقيق طموحاته الشخصية ، فيمتلك بيتا، ويتجاوز الفروقات الطبقية ، ويتزوج حبيبته التي كان لموقفها الحازم الدور الأساس في تحقيق هذا الانجاز ، ويصادق المثقفين العاملين من أجل التغيير ، ويسعى الى التغيير السياسي الاجتماعي ، وان قارنا بينه وبين الأستاذ للاحظنا أنه نجح ، وتزوج من حبيبته ، في حين أخفق الأستاذ في ذلك ، وللاحظنا أن عمشة القروية استطاعت أن تحقق مالم تحققه أمينة ابنة المدينة المثقفة ، وذلك يعود الى " الذئب " المذهبي ، فأبو أمينة يقول لابنته : هو ليس منا ، في حين تذهب أم الأستاذ لتسأل السيد عما اذا كان يجوز زواج الشيعي من السنية ، فيقول لها : لاوجه للسؤال ، وهو زواج مسلم من مسلمة ، فتفرح وتوافق ، وهنا تؤدي المعرفة دورها لكن ابراهيم ورفاقه في سعيهم الى التغيير ، بالتعاون مع الشباب ، يواجهون القوى التي تدير الطاحونة وعملاءها وادواتها ،وتدور الطاحونة ، وتبقى النهاية مفتوحة ...
سلام ابراهيم
المصدر :د. عبد المجيد زراقط.
جريدة الأيام الإلكترونية.الصفحة الثقافية