مع استمرار جائحة كورونا،. التكيّف هو الحل
من الجدير بالذكر أن التكيف ليس وليد العصر ولا متسبب عن دواع طارئة كوباء كوفيد ١٩، ولكنه فطرة فطر الله المخلوقات عليها حين تواجه أية مخاطر، فقد اتخذت منه كثير من المخلوقات سلاحا فعالا ضد أي اعتداء عليها فالحرباء مثلا تغير من لون جلدها حتى لا ترى، وكذلك الحيوانات يمدها الله بفرو كثيف يحميها برودة الشتاء في القطب الشمالي، أو فرو قليل يتناسب مع حرارة الشمس في صحاري أفريقيا.
إذن فالتكيف موجود وفطري فطر الله المخلوقات عليه ومن هنا فكيف يمكن للبشر استغلاله خاصة مع وباء كوفيد ١٩؟
إلى يومنا هذا العشرين من أكتوبر ٢٠٢٠ وحتى اللحظة ليس بمقدور الإنسان معرفة علاج فعال لهذا الوباء، أضيف إلى ذلك أن اللقاح يحتاج إلى وقت طويل جدا لانتاجه وإثبات مدى نجاعه ناهيك عن شموله كل البشر، ونحن ما زلنا في مرحلة التجريب والتي توقفت أكثر من مرة ، أضيف إلى ذلك مدة وجود الأجسام المضادة التي يكونها اللقاح ، وهل بالفعل كون الجسم هذه الأجسام أم لا ؟
لقد أكد العلماء مرارا وتكرارا أننا لابد وأن نتكيف مع هذه الجائحة خاصة وأنها تضربنا في صميم اقتصادنا وأرزاقنا وكأننا وضعنا بين مطرقة البقاء آمنين في البيت وسندان الاحتياج المادي.
فهل من المعقول أن نظل في بيوتنا بلا عمل لنحمي أنفسنا من المرض ؟ وكم ستطول المدة ؟
لا أحد يعلم متى ستنتهي هذه الجائحة. خاصة أن كثيرا من الجائحات التي سبقتها انتهت من تلقاء نفسها.
وعليه فالتكيف يعد سلاحا ناجعا لمواجهة هذه الجائحة، بل هو الحل الأمثل لحصرها والقضاء عليها.
وكذلك فإن هذا التكيف يعيدنا لفطرتنا ، فتغطية الوجه والمحافظة على النظافة العامة هي أمور بديهية دعانا إليها ديننا الحنيف .
لقد أكد الأطباء ومنظمة الصحة العالمية أهمية الكمامة وأقول : ماذا كان سيحدث لو أجبر الناس جميعا وفي ذات الوقت ولمدة عشرة أيام في كل الأماكن على ارتداء الكمامة
حتما سينتهي المرض
المشكلة في الإنسان نفسه فنحن لم نسمع يوما أن الحرباء ملت من تغير لونها وإلا لكانت جميعها انقرضت .
ولم نر دبا في القطب الشمالي خلع فروه بسبب أنه ثقيل على جسده أيها السادة: المخلوقات كلها تتكيف شاءت أم أبت؛ لتحافظ على بقائها فهل يدرك الإنسان هذا ؟
وهل بمقدوره أن يستخدم عقله الذي وهبه الله إياه كهبة ميزته على جميع المخلوقات
الإنسان مجادل عنيد صدق فيه قوله تعالى : "وكان الإنسان أكثر شيء جدلا"
وختاما فنحن نتعجل الحل الأسهل والأبسط فنطلب العلاج أو اللقاح والعلاج بإيدينا
نعم إنه التكيف الذي لو طبق بحذافيره لانتهى الوباء دون حاجة لعلاج أو لقاح فتخيل معي لو أن كل البشر امتنعوا عن المصافحة والزيارة ولبسوا الكمامة كلنا في وقت واحد وبدقة مخلوقات الله في تعامها مع المخاطر وتكيفها من أجل البقاء صدقوني حتما سينتهي المرض ويحاصر وكما جاء بالمثل الإنجليزي : صبر قليل يساوي راحة سنين
أسامة الناظر. القاهرة
المصدر :مقالة أرسلها لنا مشكورا الصديق الصحافي بجريدة الأهرام محمد القزاز(الأيام)
- علامات:
- ثقافة