تعلم كيف تتعلم/بقلم محمد القزاز
المفكر الأمريكي وعالم المستقبليات ألفين توفلر يقول: "لن يكون الأميون في القرن الحادي والعشرين أولئك الذين لا يستطيعون القراءة والكتابة، لكن أولئك الذين لا يستطيعون التعلم وعدم التعلم والتعلم مرة أخري." ومن أجل هذه الغاية لا يتوقف وزيرنا الهمام طارق شوقي عن شرح مميزات مستقبل التعليم في مصر. إذ ينطلق في مشروعه من عديد الدراسات والبحوث التي تشيد بدور التعلم الذاتي. إذ طالبت مرارا وتكرارا بضرورة التحول من التعليم التقليدي المرتكز على التلقين والحفظ والكم المعرفي إلى اعتماد أساليب تعليمية حديثة تبتعد عن الطابع التقليدي وتركز على تمكين الأفراد من التعلم الحديث.
وإذا كان عنوان مقالنا هو: تعلم كيف تتعلم؟ّ! فإن تلك الدراسات السابق ذكرها سلطت الضوء أيضا على محدودية الوسائل والأساليب في منطقتنا العربية التي تدفع بالتعلم إلى آفاقه المرجوة. الوسائل تسعي الدولة إلي توفيرها وتبذل جهودا كبيرة في سبيل ذلك. لكن ماذا عن الأساليب؟ أعنى هنا المعلم. فتطوير التعليم ونوعيته ومخرجاته وتحسينها لن يتم إلا عبر معلم يمتلك مهارات مهنية عالية. فهو ركن أساسي في العملية التعليمية ولا يمكن إحداث أي تغيير أو تطوير في العملية التعليمية إلا به. وسؤالنا: هل المعلمون الحاليون يمتلكون المهارات وطرق التفكير النقدية لحل المشكلات، واستنتاج الحلول وهي من إيجابيات التعلم؟ هل المعلمون الحاليون لديهم القدرة على إشراك المتعلمين وتحفيزهم للتعلم، وطريقة تفكيرهم في المستقبل ؟ هل يستطيع المعلم الحالي أن يكون هو الموجه والمرشد والمسهل للتعلم. هل تَعَلَم المعلم الحالي كيف يتعلم؟ أم أننا ينبغي أن نضع له برامج ومنصات واختبارات حتى يتعلم كيف يُعَلِم؟
محمد القزاز. صحافي في جريدة الاهرام
المصدر :محمد القزاز. القاهرة
- علامات:
- ثقافة