28.5c درجة الحرارة في بيروت
أهم الأخبار:
image

الدكتور محمد توفيق أبو علي، تأملات في عاشوراء : لنغتنمها بغية الاعتصام بحبل الله

الدكتور محمد توفيق أبو علي، تأملات في عاشوراء : لنغتنمها بغية الاعتصام بحبل الله كَتَبَ الدكتور محمد توفيق أبو علي :
ذكرى عاشوراء سانحةٌ ينبغي لنا اغتنامها، بغية الاعتصام بحبل الله (تعالى) وليس من أجل مزيد من الشرخ في صفوف المسلمين؛ لذلك يجب أن نعاين الواقع بشجاعة؛ فالحسين (رضي الله عنه، وأرضاه) استُشهِد، لأنّه قاوم الظلم، ورفض الذّلّة والمهانة، ولم يكن لاهثًا، خلف دنيا زائلة؛ وواقعةُ استشهاده معلومة معروفة لكلّ متبصّر!
وفي سياق آخر، فإنّ قاتله معروف، ولايجوز أن يصبح رأس نسب لقوم لا ينتسبون إليه البتّة؛ بل يتبرّأون منه، ومن فعله الشنيع!
تأسيسًا على ما سبق، فإنّي أناشد بعض خطباء المنابر، أن يتّقوا الله فينا، نحن المسلمين؛ فلا يجوز ألّا يشار، على منبر أهل السنّة والجماعة ، إلى واقعة كربلاء، وإلى مغازيها؛ فالشّهيد ليس عابر سبيل؛ إنّه سبط رسول اللّه؛ وهو ثاني اثنين، وقد ذُكِرَ _بالاتّفاق_ أنّهما سيّدا شباب أهل الجنّة في الجنّة.
وفي سياق مقابل، لا يجوز أن يكون المنبر الحسينيّ، عند بعض الغلاة سانحة لاستحضار التاريخ في مهمّة سوداء، تهدف إلى شقّ الصفوف، وبثّ السموم.
إنّ للحسين(عليه السّلام) دَيْنًا من الدمع في مآقينا لانستطيع سداده، حتّى وإن مُنِح كلّ منّا فسحة من العمر تضاهي عمر سيّدنا نوحٍ(عليه السّلام) وصَرَفَها بِرُمَّتِها في سكب العبرات؛ بيْد أنّ الدّمع وحدَهُ لا يفي بالغرض؛ فَلْنَعْبُرْ من العَبرة إلى العِبرة، ولنشعلْ ذلك الحزنَ البهيَّ نارًا مقدّسة تُقتبس منها الأنوار!
جميلٌ هذا الحزن الرّائع الذي بقي حارًّا، ولم يستطع الطّغاة والجبابرة أن يُخمدوا حرارته! فلْنبقِ تلك الحرارة متوهّجة، ولنجعلْها موئلًا للباحثين عنها، من دون سمة مذهبيّة أو طائفيّة.
ما أجملَ الحسين!
ما أنقى الحسين!
روحي فداك يا الحسين!
ما أحسن عيونَنا حين تنظر إليك رمزًا إنسانيًّا، وإمامًا للثوّار والمصلحين!
الدكتور محمد توفيق أبو علي - العميد السابق لكلية الآداب في الجامعة اللبنانية
المصدر :الدكتور محمد توفيق أبو علي
جريدة الأيام الإلكترونية. محليات