أعيرونا صمتكم واحتفظوا بـ "فلسفتكم"... / يوسف هزيمة
مع كلّ ضربة تتعرّض لها الجمهورية العربية السورية من قبَل العدو الصهيوني، يسارع بعضهم وعن سوء نية إلى السؤال "أين الرد"، علماً أنّ سورية تردّ وتدفع العدوان بأساليب شتى، غير أنّ من يسألون عن الردّ السوري لم ولن يطلقوا رصاصة واحدة على الكيان الغاصب...
هؤلاء أنفسهم هم الذين انهالوا بالانتقادات على إيران بعد استشهاد عدد من جنود وضباط حرسها الثوري في أوائل نيسان الفائت بالعاصمة السورية دمشق، حتى إذا ردّت فجر الرابع عشر من نيسان الماضي، سارعت صواريخ من تُمثّلهم من أنظمة إلى المشاركة في اعتراض الصواريخ والمُسيّرات الإيرانية، ثم راحوا يروّجون بأنّ الردّ الإيراني كان ضعيفاً.
وهؤلاء هم أنفسهم الذين انتقدوا وما زالوا المقاومة في لبنان لأنها تساند غزة، ووصفوا ما تقوم به بأنه لا يعدو كونه "مسرحية"، حتى إذا تسارعت الأحداث وتركت مفاعيل عمليات المقاومة الأثر الواضح على الكيان، راح أولئك يتهمون المقاومة بأنها تسعى إلى تدمير لبنان وما شاكل من اتهامات. عوداً على بدء، فإنّ جماعات وجهات سياسية تعيش بين ظهرانينا، وتقدّم أنفسها أنها عرب، وهي لعلها كذلك، ولكنها لم تؤمن يوماً بالمقاومة سبيلاً لمواجهة "إسرائيل"، لأنها لا ترى "إسرائيل" عدواً، وهي ومن يمثّلها من أنظمة سياسية سارعت إلى إقامة علاقات ديبلوماسية، اقتصادية، وأمنية مع كيان الاحتلال. هذه الجماعات لم يرقْ لها ان تبقى الجمهورية العربية السورية رأس حربة في مواجهة العدو، وهي التي رفضت كلّ العروض المغرية من جانب الأميركيين في واشنطن، و"الأميركيين في العالم العربي" للتخلي عن دعم المقاومة في فلسطين ولبنان.
هذه الجماعات وهذه الجهات السياسية التي، مع كلّ عدوان "إسرائيلي" على سورية، تسارع إلى كيل الانتقادات لها نقول ما يأتي:
ـ إنّ الجمهوريّة العربية السورية هي الداعم الأول في هذا العالم العربي للمقاومة، وهي إنما تدفع ما تدفع من أثمان، وخاصة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، إنما بسبب ذلك الدعم، وفي اللحظة الأولى لتخليها عن المقاومة، وهي لن تتخلى، ستتوقف كل أشكال العدوان عليها، وطبعاً ستتوقف الانتقادات من قبل هذه الجماعات.
ـ لا يحق لمن ينتقد المقاومة، المدعومة من سورية دوماً، ويحمّلها مسؤولية العمليات الإجرامية الصهيونية في غزة والضفة وجنوب لبنان، مطالبة سورية بردّ هو يحدّد شكله وطبيعته وتوقيته وحجمه، وهو سيكون أوّل المتفرّجين على ما يمكن أن تذهب إليه الأمور ميدانياً.
ـ ولأنّ سورية حاضنة للمقاومة، فهي تعرّضت لحرب إرهابية كونية منذ العام 2011، ورغم كلّ ما أصابها لم تحد قيد أنملة عن دعم المقاومة، لا بل دفعت أثماناً باهظة نتيجة مواقفها، وفي الأساس فإنّ كلّ الحرب على سورية لأنها مع المقاومة وفلسطين.
في الخلاصة إنّ سورية هي التي تقدّر التعامل مع التحديات ومواجهة الأخطار، لذلك نقول لـ "المتفلسفين" السائلين المتسائلين: أخرجوا من خبث السؤال، حينها ستصمتون وستدركون انّ الاعتداءات الإسرائيلية على سورية ومحور المقاومة، لأنّ في مرمى "الإسرائيلي" الكثير من الضربات، ولا بدّ أنّ الضربة القاضية آتية، فأعيرونا صمتكم واحتفظوا ب"فلسفتكم "
*كاتب وباحث سياسي لبناني
- علامات:
- ثقافة