نسيب حطيط..50 ألف ش.هيد ، والإسلام الأميركي المهَجن/ جريدة الايام الإلكترونية
بعد 45 يوما على طوفان التوحش الصهيوني انقسم العالم العربي والاسلامي الى قسمين:
- #القسم_الاول وعدده قليل لا يتجاوز اصابع اليد يقاتل مع فلسطين في السياسة و الاعلام وبعضه يقاتل عسكريا في لبنان والعراق واليمن باسم محور المقاومة والجهاد .
- #القسم_الثاني يقاتل مع اسرائيل مباشرة او مواربة ،فبعضه يغلق معبر رفح، ليكمل الحصار ثم يغرق الانفاق الفاصلة بين غزه وسيناء ليقضي على اخر ضوء لإمداد المحاصرين في غزة يعاونه الذي يسقط الطائرات المسيرة والصواريخ اليمنية المتجهة للكيان الصهيوني فأصبحوا في جبهة واحدة مع اسرائيل وبعض هذا الطرف يمنع الدعاء لغزة ولم يتحرك لنصرتها والغريب ولم يقطع علاقاته معها ولم يدنها والذي يثير الدهشة ان تنضم السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" لذلك القسم بشكل لا يمكن تصوره دينيا او وطنيا او إنسانيا!
اما على صعيد #الشعوب العربية والإسلامية فهي لا تقل ضعفا او حيادا او تقصيرا عن الأنظمة فكل ما فعلته هذه الشعوب بضعة #مظاهرات في الايام الأولى(المظاهرات في الدول الغربية اكثر عددا ) لكنها حتى اللحظة لم تتجه بمظاهرة نحو #سفارة_إسرائيلية لتغلقها او تطالب حكومتها بسحب سفيرها ، ولم تتجه الجماهير #المصرية_الوطنية او #الإخوانية للضغط على الحكومة لفتح معبر رفح او لمنع اغراق الانفاق التي هي شرايين الحياه لغزة! لم تتحرك الشعوب وتجمع #التبرعات لغزة بل تحرّكت بضع مظاهرات تعاتب وتطالب المقاومة في لبنان والتي تشارك في معارك غزة منذ اليوم الثاني ودفعت اكثر من 200 شهيد وجريح
الشعوب والأنظمة العربية تتكاملان في خذلان غزة وفلسطين ويبدو ان الشعوب تأقلمت وتدجّنت ولأنها تشبه الأنظمة التي انتخبتها او بايعتها فلن تتحرك..!
لابد من الإضاءة على امر #عقائدي وفكري لفهم هذا التباين في الموقف من فلسطين ومقاومة الاحتلال الاسرائيلي على مستوى الأنظمة والشعوب ان الأنظمة والشعوب التي تعتقد دينيا بوجوب مقاومة الظلم ونصرة المظلوم ومقاومة الاحتلال والغزاة.. إحتشدت وقاتلت الاحتلال الإسرائيلي والاميركي وقاتلت التطبيع واتفاقيات السلام والاستسلام وحركات التكفير..
اما الأنظمة والشعوب التي ترفع شعار(أطع حاكمك ولو الهب ظهرك بالسياط ) والتي تعتقد بتكفير المسلمين وكل العالمين والتي تعتقد ان ولي الامر واجب الطاعة ولو كان فاسقا والتي يقودها ما يسمى علماء الدين وعاظ السلاطين الذين يحرّمون التظاهر والدعاء للمظلومين في غزة وتم تخديرهم عقائديا وتصنيعهم دينيا ليكونوا ادوات للمشروع الامريكي بعنوان ديني.. فقاتلوا الاتحاد السوفيتي في أفغانستان باسم "والأفغان العرب" ثم خرّبوا الدول العربية وقتلوا أهلها من المسلمين والمسيحيين ،بما يسمى الربيع العربي وتم حشد عشرات الاف المقاتلين والانتحاريين الى سوريا والعراق ولبنان واليمن من "داعش" "والنصرة" واخواتها...لنصرة اهل السنة ... لكن لم يتم ارسال انتحاري واحد من كل هذه الألوية والمنظمات لنصرة اهل السنه في فلسطين ..!
لقد تم #تصنيع_الفكر_الديني بما يسمى الاسلام الاميركي الهجين والمهجّن.. ليكون اسلامهم المدرسة العسكرية الدينية لتخريج #المارينز_التكفيري...! لقد غاب مفكرو الربيع العربي من _عزمي بشارة( عضو الكنيست) الى قادة المعارضة السورية المقيمين في تركيا وفرنسا ...الى قادة 14 اذار اللبنانيين ..واذا تكلموا .او تحركوا ..كان قيامهم ضد المقاومة...
ثقافة تدين بالإسلام القرآني الأصيل ...وثقافة تتبع الديانة الابراهيمية المستحدثة أميركا.
*د. نسيب محمد حطيط. كاتب وباحث
- علامات:
- ثقافة