"القوات" و"الكتائب" تصوبان على مبادرة بري وتقودان حملة على الراعي في ظل غالبية داعمة للحوار / جريدة الأيام الإلكترونية
*"الأخبار": الكتائب والقوات يقودان حملة على الراعي:
وقائِع الأيام والأسابيع الأخيرة تفرض أسئلة كثيرة حول ما إذا كان الخلاف هو فعلاً على رئاسة الجمهورية، إذ تبيّن من أداء «أهل المعارضة» أن الأزمة في غير مكان، وإلا لما كان بعضهم يدفع نحو حافة الاقتتال الأهلي. حيث تطوّر خطاب يتجاوز الخلاف على الموقع المسيحي الأول، بل صار الهدف بحدّه الأدنى هو الكيانات الذاتية والانفصال والطلاق مع المكوّنات الأخرى، ما يعني أن الصراع بالنسبة إلى هؤلاء بات على هُوية البلد.
وفي هذا السياق، يمكن تفسير رفض فريق المعارضة أي دعوة للحوار والنقاش، كالتي أعلنها الرئيس نبيه بري، وهو موقف يطابق مع فعله الفريق نفسه مع مبادرة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان الذي طرح فكرة إجراء حوار عام أو حوارات ثنائية بين المكوّنات اللبنانية.
في هذه الأثناء، وصل سفير فرنسا الجديد إيرفيه ماغرو إلى بيروت، بعد مشاركته في مؤتمر سفراء فرنسا في العالم، ودشّن لقاءاته اللبنانية بزيارة الرئيس بري. وتطرّق البحث إلى الزيارة المرتقبة للودريان إلى بيروت المتوقّعة مطلع الأسبوع المقبل.
وقد فسّر مراقبون تصريحات رئيس «القوات» اللبنانية سمير جعجع أول من أمس، بأنها عبارة عن رسائل تصعيد موجّهة إلى الخارج والداخل أيضاً، وتحديداً إلى البطريرك الماروني بشارة الراعي، بعد موقف الأخير الذي قال فيه إن «النواب مدعوون إلى المشاركة في الحوار من دون أحكام مسبقة وإرادة فرض مواقفهم ومشاريعهم».
وعلمت «الأخبار» أن حزبَي القوات والكتائب أطلقا حملة ضد الراعي معتبريْن أن «كلامه يُضعف الموقف المسيحي ويدعم الفريق الآخر». ويبدو أن التوتر يسود علاقة الحزبين مع بكركي، وسط معطيات عن مساعٍ بين الحزبين وباقي نواب المعارضة لإصدار موقف موحّد يُحرِج الراعي ويُربِك لودريان، ويضع التيار الوطني الحر في موقف صعب أمام الرأي العام المسيحي.
في المقابل، يبدو أن هناك غالبية داعمة لفكرة الحوار التي أطلقها بري. وعُلم في هذا السياق أن رئيس التيار النائب جبران باسيل يتعامل إيجاباً مع الدعوة انطلاقاً من أن «الحوار أفضل من التقاتل وأنه فرصة يُمكن أن تؤدي إلى فتح آفاق جديدة وثغرة في جدار الأزمة الرئاسية، إذ لا سبيل للمكوّنات إلا العودة إلى التحاور».
كذلك عُلم أن اللقاء الذي جمع الراعي مع السفير السعودي في بيروت وليد البخاري تناول دعوة بري، وأن السفير السعودي «كانَ داعماً لمواقف الراعي».
وسُجّل أمس موقف لافت لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط يؤيّد الحوار، إذ قال في تصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي إنه «طالما أن الأفق السياسي مقفل ولا حلول، وطالما أن أي خيار صدامي سيأخذنا إلى مآسٍ جديدة وبعدها سنعود للحوار الذي لا بديل منه، الأفضل إذاً وقف تضييع الوقت وتراكم المآسي، وأن نذهب إلى حوارٍ جادّ للخروج من الأزمة». ووجّه «تحية إلى البطريرك الماروني على موقفه الحكيم»، قائلاً: «معه نؤكد على الحوار والمصالحة».
واعتبرت مصادر في المعارضة موقف جنبلاط ردّاً على مواقف جعجع والنائب سامي الجميل ضد بكركي، معتبرة أنه «موقف مفاجئ، إذ كنا نراهن على عقلية جديدة لدى تيمور تختلف عن إدارة وليد جنبلاط القائمة على التسويات مع الفريق الآخر، كما كنا نراهن على أن يكون تيمور إلى جانبنا في هذه المعركة بدلاً من الوقوف في موقع الوسط».
*"البناء":مبادرة بري على الطاولة برسم بكركي واللجنة الخماسية لضمان المشاركة الجامعة نحو انتخاب رئيس:
بقيت التفاعلات حول مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري هي مضمون الحراك السياسي، حيث تكفّلت المبادرة بتقديم عرض لا يمكن لمرجعيتين فاعلتين في الملف الرئاسيّ تجاهله، هما بكركي واللجنة الخماسية، حيث سقطت فرصة تموضع هاتين المرجعيتين وراء موقف حزبي القوات اللبنانية والكتائب، وفق الذريعة السابقة وهي أن الفريق الذي يقوده رئيس المجلس النيابي يطرح الحوار بديلاً للانتخاب بهدف تسويق مرشحه الوزير السابق سليمان فرنجية، وأنه لن يذهب الى الانتخابات دون ضمان فوز هذا المرشح، وتتخذ من تعطيل النصاب في الدورة الثانية للانتخابات دليلاً على ذلك، فجاءت مبادرة بري لتقول إن الحوار محدد المهلة بسبعة أيام، سواء نجح أم لم ينجح. فالأكيد أن جلسات الانتخاب سوف تليه، وأن النجاح في الحوار ليس بالضرورة اتفاق على مرشح واحد، بل ربما على مرشحين أو أكثر تدور بينهم المنافسة، وأن المنافسة سوف تدور في جلسات متتابعة حتى ينتخب رئيس، بلا تعطيل نصاب، ما اضطر حزبي القوات والكتائب الى كشف موقفهما الفعلي، لا رئاسة ونعم للفراغ الرئاسي. وقالت مصادر سياسية متابعة إنه لا يمكن للرئيس بري أن يحدد تفاصيل ومواعيد مبادرته قبل أن تصدر مبادرات داعمة من كل من بكركي واللجنة الخماسية، كي يضمن أن تكون لمبادرته المفاعيل المرجوّة بالوصول إلى إنهاء الشغور الرئاسي، وقالت إن المؤشرات حتى الآن إيجابية.
ولا تزال مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري محل رصد ودراسة لدى الأوساط السياسية في لبنان وعواصم القرار المؤثرة في الساحة الداخلية وسط ترقب لتفاصيلها لا سيما موعد أولى جلسات الحوار وجدول أعماله وما إذا كان البديل عن المبادرة الفرنسية، مع توجّه أغلب الكتل النيابية للإعلان عن المشاركة في الحوار، مقابل توجّه حزبي القوات والكتائب اللبنانية الى مقاطعة الحوار وتريث كتلة التغييريين عن إعلان الموقف النهائي بانتظار دراسة تفاصيل المبادرة، وفق ما أشارت أوساط التغييرين لـ»البناء»، إلا أن نواباً من التغييريين سيشاركون في الحوار، اضافة الى النواب المستقلين، ما يرفع عدد النواب المشاركين الى الـ 90 ما يؤمن انعقاداً مريحاً للحوار ويرفع فرص نجاحه في توفير الأجواء الملائمة لإنضاج تسوية داخلية تلاقي أي انفراج خارجي، بحسب ما تشير أوساط سياسية لـ»البناء».
وتوقفت الأوساط عند موقف البطريرك الماروني مار بشارة الراعي في عظة الأحد بتأييده العلني للحوار الذي دعا اليه الرئيس بري، ما يعكس تنسيقاً ما بين الديمان وعين التينة، وما يوفر غطاء مسيحياً للحوار بالإضافة الى موقف التيار الوطني الحر الذي سارع إلى ملاقاة رئيس المجلس بالترحيب بالحوار والمشاركة فيه. ولفتت الأوساط لـ»البناء» الى أن «مقاطعة القوات والكتائب وبعض التغييريين لن تغيّر شيئاً، طالما أن الكتل النيابية الكبرى ستحضر إضافة إلى الغطاء المسيحي». ولفتت الأوساط الى أن موقف رئيس القوات سمير جعجع التصعيدي بوجه الجميع بمن فيهم الكنيسة، يعكس حالة التوتر التي يعيشها بعد المستجدات والظروف الداخلية والخارجية التي تصبّ ضد مصلحته وتوجهاته، فهو صوّب على حزب الله وعلى الرئيس بري وعلى التيار الوطني الحر ولم يوفر قوى التغيير، وربما شعر جعجع بوجود معطيات داخلية ومؤشرات خارجية تصبّ في اتجاه عقد الحوار والتمهيد لانتخاب رئيس للجمهورية من خارج توجهاته السياسية، لذلك يرسل رسائله بالتهديد والوعيد في محاولة للتأثير بقرار كتل نيابية أو نواب ما».
في المقابل أشار رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط في تصريح له عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الى أنه «طالما أن الأفق السياسي مقفل ولا حلول، وطالما أن أي خيار صداميّ سيأخذنا إلى مآسٍ جديدة وبعدها سنعود للحوار الذي لا بديل عنه، الأفضل إذاً وقف تضييع الوقت وتراكم المآسي، وأن نذهب لحوارٍ جاد للخروج من الأزمة».
وأشار عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب علي حسن خليل الى ان «الحوار له أركانه وعلى الناس أن تتحاور مع بعضها البعض»، متسائلاً: «ما البديل عن الحوار لفكّ الإنسداد السياسي؟».
*"الجمهورية":الأيام القليلة المقبلة ستشهد الخطوة التالية للرئيس بري:
تحدثت صحيفة "الجمهورية"، عن "الخلاصة التي تقرأ مع البداية الساخنة للشهر الحادي عشر من الفراغ الرئاسي، واذا كانت الدعوات الى الحوار والتلاقي والتوافق على حسم الملف الرئاسي قد علّقت آمال اللبنانيين على مقولة "ايلول بالحلول مبلول"، الا أنّ الصوت العالي ابتلع تلك الحلول، وضبط الواقع اللبناني برمّته على إيقاع مقولة "كل الاحتمالات السلبية واردة في ايلول وما بعده".
في هذا السياق، افادت معلومات "الجمهورية"، بإنّ "ما استجد على هذا الصعيد، لا سيما لجهة المواقف العالية النبرة التي اطلقها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، لم يكن مفاجئا للطرف الآخر. بل كان متوقعا وبالحدود التي صدرت فيها تلك المواقف. وخلافاً لما تردّد في اوساط الاطراف التي تسمّي نفسها سيادية عن ان مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري فاشلة في توقيتها وشكلها ومضمونها، فإنّ المؤيدين لهذه المبادرة اعتبروا انها "عَرّت المعطلين، وكشفت من يريد فعلاً انتخاب رئيس للجمهورية، ومن يريد للبلد ان يبقى مأزوماً، ويُخاصم كل من يدعو الى الحوار والتوافق، على ما جرى في المواقف الاعتراضية على الموقف الأخير للبطريرك الماروني مار بشارة الراعي". (يشار في هذا السياق الى الزيارة اللافتة في توقيتها، التي قام بها السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الى البطريرك الراعي في الديمان، حيث جرى بحث الاستحقاق الرئاسي، وضرورة إنجازه في اسرع وقت ممكن ليسهم في انقاذ لبنان، ويكون جامعا لكل اللبنانيين، ويعمل على تمتين العلاقات مع محيطه).
وفي هذا الإطار، اكدت مصادر موثوقة لـ"الجمهورية"، أن "مبادرة بري، وعلى رغم التشنّج الذي أبداه حزب "القوات اللبنانية" وبعض اطراف ما يسمّى الفريق السيادي، ما زالت قائمة والايام القليلة المقبلة ستشهد بالتأكيد الخطوة التالية لبري، ربطاً بمبادرته".
جريدة الأيام الإلكترونية
- علامات:
- ثقافة