28.5c درجة الحرارة في بيروت
أهم الأخبار:
image

الأخبار: هوكشتاين: المهمة الأولى لـ«اليونيفل»... إزالة الخيم.. و فرنسا تخدع لبنان /جريدة الأيام الإلكترونية

الأخبار: هوكشتاين: المهمة الأولى لـ«اليونيفل»... إزالة الخيم.. و فرنسا تخدع لبنان /جريدة الأيام الإلكترونية ذكرت "الاخبار" بأنه قبل يومين، وعد الفرنسيون لبنان، الرسمي وغير الرسمي، بأن المشاورات التي اجرتها باريس مع الدول الاعضاء في مجلس الامن، ولا سيما اميركا وبريطانيا، أفضت إلى "الأخذ بملاحظات لبنان" حيال بعض النقاط، بعدما أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري الفرنسيين واللبنانيين: "دعوهم يعدّون هندسات لفظية، ويكفي أن يعاد الإعتبار إلى أولوية التنسيق مع الجيش ولو من دون تسميته". وقد ترجم الفرنسيون ذلك بتوزيع مسودة، تبين انها غير نهائية، تضمّنت تعديلات من نوع اضافة عبارة "استمرار التنسيق بين القوات الدولية والحكومة اللبنانية"، بعد تثبيت عبارات حرية الحركة للقوات الدولية من دون اذن من احد. كما روّج الفرنسيون لما وصفوه بـ"الانجاز"، عبر إلحاق اسم بلدة الغجر بعبارة خراج بلدة الماري اللبنانية، وطالبوا القوات الاسرائيلية بالانسحاب منها، لكن من دون تسميتها بقوة احتلال.
غير أن الإنقلاب أمس باغت الجميع. إذ أن الإتصالات الإسرائيلية المباشرة مع الدول الأعضاء في مجلس الامن، بما فيها فرنسا، أدّت إلى تحول في الموقف الاميركي، انضم اليه البريطانيون والاماراتيون، مطالبين بإزالة عبارات واضافة بنود وتعديل صياغات سابقة.
وبعدما افترض الجميع ان النسخة الاخيرة بالحبر الأزرق قد تم تبنيها وستعرض على التصويت، قدّم الفرنسيون نسخة مختلفة كرّرت أن قوات الطوارئ الدولية لا تحتاج إلى إذن من أحد للقيام بدوريات معلنة او غير معلنة والوصول الى حيث تريد التثبت مما تسميه خروقات للقرار 1701. وتضمّنت عبارة "استمرار التنسيق مع الحكومة اللبنانية وفق اتفاقية صوفا". علماً ان القرار الدولي 1701، بنسخته الاولى، يمثل المرجعية الرئيسية لتحركات القوات الدولية، وهو ينص صراحة على ان مهمة القوة الدولية مساعدة الجيش اللبناني على بسط سلطته، وأنها لا تتحرك الا بعد التنسيق مع الجيش.
وفي ما يتعلق بملف بلدة الغجر، أخذ الفرنسيون بالتوصية الإسرائيلية التي وردت عبر الأميركيين والبريطانيين والاماراتيين، بعدم الإشارة إلى بلدة الماري بالمطلق، بإعتبار ان العدو قدّم مطالعة تؤكد ان الغجر بعيدة جداً عن الماري، كما لم تسمّ المسودة القوات الاسرائيلية بالاحتلال، بل أشارت الى "الوجود الإسرائيلي"، وهو توصيف يتجاوز المسألة العسكرية، نظراً إلى أن قوات الإحتلال تعتبر السكان الموجودين في الجزء الشمالي من الغجر مواطنين يحملون الجنسية الاسرائيلية، ولا يرغبون اصلاً بالإنضمام الى لبنان، وان هذا الأمر معروف من القوات الدولية نفسها.
أما الإضافة الأكثر خطورة، فتمثلت في الحديث عن مستوعبات يقول العدو انها نقاط عسكرية خاصة بالمقاومة. علما ان القوات الدولية تعاملت معها في الاعوام السابقة على انها تخص جمعية "اخضر بلا حدود". وفي هذه النقطة، أشارت المسودة الى "التأكيد على ان المستوعبات (من دون الاشارة الى جمعية اخضر بلا حدود او الى حزب الله) تعيق حرية الحركة الخاصة بقوات اليونيفل، مع الطلب الى الامين العام للامم المتحدة اعداد تقرير يربط هذه المستوعبات باعاقة حرية حركة القوات الدولية"، مع عبارة اكثر خطورة مفادها ان "وجود المستوعبات يعرض القوات الدولية وعناصرها للخطر"، وهي عبارة تستهدف فتح مرحلة جديدة من الضغوط لإزالة المستوعبات ولو بالقوة.
عملياً، تبلّغ لبنان المسودة الجديدة رسمياً، وكانت ردة الفعل الاولى لدى فريق وزارة الخارجية بأن لبنان تعرض للخديعة، خصوصاً أن التعديلات الجديدة جاءت بعد عودة اعضاء الوفد إلى بيروت امس، بينما ترك لبعثة لبنان لدى الأمم المتحدة متابعة الاتصالات، وان على مستوى منخفض، خصوصاً ان الساعات الـ 72 الماضية لم تشهد غير اللقاء البروتوكولي مع الامين العام للامم المتحدة، فيما توقفت المشاورات مع مندوبي الدول الأعضاء.
المهمة الاولى: إزالة الخيمة
اللافت انه في الوقت الذي كانت فرنسا تعيد صياغة المسودة وفق رغبات العدو، كان الموفد الرئاسي الاميركي الى لبنان عاموس هوكشتين يشرح خلفيات القرار الذي يريده الغربيون دعما لاسرائيل. وهو حرص على تكرار عبارات محدّدة امام كل من التقاهم امس، اذ شدد على اهمية التجديد لقوات اليونيفل، مشيراً إلى انه لا يفهم سبب طلب لبنان الغاء الفقرة التي تعطي القوة الدولية حرية الحركة. وعندما قيل له انها تتناقض مع اصل القرار وتنتهك السيادة اللبنانية، أجاب: «لسنا من كان خلف هذا الفقرة العام الماضي، بل مندوبتكم في الامم المتحدة امال مدللي هي من كان حاضرا خلال الصياغة. كما ان طلبكم بتسمية شمال الغجر بخراج بلدة الماري ليس منطقياً لان اسرائيل اكدت ان هناك مسافة جغرافية كبيرة بين المنطقتين».
وبالطبع، لم ينه هوكشتين حديثه عن الملف الحدودي جنوباً من دون التطرق الى الخطوة التي تلح اسرائيل على ان تكون اولى مهام القوة الدولية بعد التجديد لها، وهي ازالة خيمة المقاومة في مزارع شبعا. إذ شدّد الموفد الأميركي على ان هذه الخيمة يجب ان تزول، وان ذلك سيساعد على انجاز امور كثيرة من بينها معالجة نقاط الخلاف في الحدود البرية. وعندما سأله دبلوماسي مشارك في اللقاءات عن مخاطر هذه الخيمة، رد بالقول: «عسكريا لا قيمة لها، لكنها تحولت الى قضية معنوية. الجيش الاسرائيلي بات مهانا امام شعبه بسبب عجزه عن ازالة الخيمة بالقوة»!
المصدر: الأخبار